الموضوع موضوع حياة أو موت
هل سمعت عن ذلك الشاب الذى انشغل بمحاربه ثعلب فى الغابه، وأهمل الوحوش والطيور والزحافات والبحريات التى كانت تحاصره حتى ابتلعته. هكذا كل من ينشغل بحروب تبدو له أنها الأخطر ويترك خطر لسانه. إن اللسان هو موضوع موت أو حياة «الموت والحياة فى يد اللسان» (أمثال 18: 12). فمن الملاحظ أنه عند الحديث مع الشاب عن الغريزه والشهوة والحب يصغى بانتباه شديد باعتبار أن هذا هو الخطر الأوحد الذى يهدده، فإن كان هذا بالطبع موضوع هام فاللسان أيضاً موضوع موت أو حياة. ومما يشجعنى لكتابة هذه الكلمات رغبة صادقة أن تدرك منذ حداثتك وشبابك أهمية، بل وخطورة، هذا العضو الصغير، وأن تتامل جيداً ما يقوله الكتاب المقدس عنه، وتثق أن على أرض الواقع كل ما يقوله الكتاب حقيقه تستدعى الالتفات إليها. فيكفى أن تعرف ما كتُب فى يعقوب3: 2 «إن كان أحد لا يعثر فى الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً» ... هل ترى؟! إن هذا الكمال لن يأتى إلا بالتحكم فيه وحسن إدارته. فما أخطره. فمقابل كل كلمه من كلمات هتلر فى الحرب الثانية (فى كتابه "كفاحى") مات 125 إنساناً، ما أخطر ما ننطق به.
وفى الأصحاح الشهير يعقوب 3، نجد 7 تشبيهات للسان نقسمها إلى 3 عناوين:
ا-اهميه المدير : أهميته (ع 1-4) لجام الخيل - دفة السفينة
ب-قوه التدمير : خطورته (ع5-9) النار - الحيوانات المفترسة - السم المميت
ج-إنعاش وفير : حلاوته (ع01-21) الينابيع - الأشجار المثمرة
أهمية المدير
1- لجام الخيل: لجام صغير فى فم الفرس يمكّن الفارس من التحكم فى حصانه القوى، بل والثائر أحياناً والسيطرة على طبعه الذى يميل إلى الجموح والتسرع «لاتكونوا كفرس (صورة للجموح) أو بغل بلا فهم، (بل) بلجام وزمام زينته يُكم لئلا يدنو إليك» (مزمور 32:9)، فالطبيعه القديمه الموجوده فى كل مؤمن تريد أن تجمح لتقول ما يروق لها، ولذلك يجب أن يسيطر الفارس بقوة على اللجام، فلكى نطيع الوصية فى مزمور 34: 13 «صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش» كم يعوزنى أن أعطى اللجام ليمسكه الرب يسوع الفارس الحقيقى، وعندما يتحكم الرب يسوع الساكن فىَّ فى لسانى، فلن أخطىء بالأقوال الخاطئة، ولن أقول حتى الأمور الصحيحة بطريقة خاطئة أو فى الوقت الغير مناسب لذلك. «هوذا الخيل نضع اللجم فى أفواهها لكى تطاوعنا فندير جسمها كله» (يعقوب3:2)
2-دفة السفينة: دفة صغيرة تقود سفينه هائلة ضخمة «هوذا السفن أيضاً وهى عظيمة بهذا المقدار وتسوقها رياح عاصفة تديرها دفة صغيرة جداً إلى حيثما شاء قصد المدير. هكذا اللسان أيضاً هو عضو صغير ويفتخر متعظماً» (يعقوب3: 4 ،5). إن كانت الطبيعة الإنسانية فى جموحها تستدعى اللجام، فالعواصف التى يثيرها الشيطان وأساليب العالم فى الخداع تضغط من الخارج لأتكلم خطأ، لذلك فاللسان مثل دفة السفينة فى مواجهة كل العواصف... فالطبيعه الساقطه من الداخل والضغوط من الخارج تحاول أن تدفع اللسان ثم الجسد كله للخطأ... لذلك أدعوك أن تصلى معى دائماً «اجعل يارب حارساً لفمى احفظ باب شفتى» (مزمور 141: 3). فعندما تعطى الدفة للرب يسوع فسوف يقود السفينه إلى بر الأمان «يهُدئ العاصفه فتسكن وتسكت أمواجها فيفرحون لأنهم هدأوا فيهديهم إلى المرفأ الذى يريدونه» (مز 107: 29 ،30).
بالطبع لا حظتم يا أصدقائى تكرار الكلمات: ندير - تديرها - المدير فى تشبيه اللسان باللجام أو الدفة. فلنتأكد دائماً من خضوع هذا العضو الصغير الذى يدير كل شىء للمدير العظيم الأقدر للحياة: الرب يسوع المسيح. (ولحديثنا بقية العدد القادم)