يحرص كل من يزور لبنان على مشاهدة منطقة الأرز الشهيرة، في أعلى قمم جبال لبنان، والتي ترتفع عن سطح البحر بأكثر من 3000 متر. والرحلة من العاصمة بيروت إلى تلك البقعة العالية تستغرق عدة ساعات، وهي مضنية متعبة لكن التعب يهون في سبيل مشاهدة هذه المنطقة الشهيرة والتي يرجع تاريخها إلى قبل زمان أسفار العهد القديم حيث يرد الإشارة إلى أرز لينان نحو 70 مرة في الكتاب المقدس .
والأرز بالنسبة للأشجار مثل الذهب بالنسبة للمعادن أو مثل النسر بالنسبة للطيور أو الأسد بالنسبة للحيوانات. فشجر الأرز دائم الاخضرار رغم برودة الجو الشديدة والعواصف الكاسحة فوق قمة الجبل.
ولذلك اعتُبر الأرز تصويرا للشباب. والأرز بالإضافة إلى ذلك يصور لنا السمو والعظمة. فساقه مستقيم وخشبه عطري الرائحة وغير قابل للفساد والتلف. ولهذا فعندما شاهدت الأرز فقد ذهب ذهني مباشرة إلى الرب يسوع المسيح المشبه في سفر نشيد الأنشاد 5: 16 ضمن تشبيهات عديدة بأنه مثل الأرز، حيث قالت عروس سفر النشيد في وصف حبيبها «طلعته كلبنان، فتى كالأرز».
هكذا المسيح. ما أسماه وما أمجده في نظر المؤمنين به، مع أنه في نظر غير المؤمنين «لا صورة له ولا جمال فننظر إليه ولا منظر فنشتهيه» (إشعياء53: 2 ). في يوم قادم، من وجهه ستهرب الأرض والسماء ولن يوجد لهما موضع، وذلك عندما يجلس على العرش العظيم الأبيض ليدين الأشرار (رؤيا 20: 11). لكن طوبى للمؤمنين به فإنهم إلى أبد الآبدين سيتمتعون بالنظر إلى وجهه (رؤيا22: 4 ).
ترى من أي الفريقين سيكون القارئ العزيز؟