لازلت أُدعي حبيبك


من سلسلة: منوعات
      سيدى؛ 
      يشرّفنى أن أدعوك حبيبى.
نعم حبيبى، وتستحق أن أدعوك بها؛
      ولكن كيف أنت بها تدعونى؟!

أنت قد جُدّتَ بدمك 
            وخُنتُك أنا بالعصيان
وأتيت لى بكل ما عندك
            ولم آتيك إلا الغدر والنسيان 
وقد أعطيتنى حتى لم تَعُد تسع يدىَّ
            وأنا أتعبت يدك يا حنان

ذُقتَ ما ذُقتَ لتصنع لى مجداً يرفعنى 
            وبقيت أنا أُهين مجدك فى كل مكان
مشيت من أجلى الدرب المرير
لم يُثّنِ عزمك عناء المسير
            ومددت يدك بكل حنان
            وفتحت ذراعيك لتسعنى الأحضان

جئتك بحملى، وقلتُ: تعبتُ
فقلتَ: وأنا من أجلك يا متعبُ قد جئتُ
فضممتنى لصدرك.. وشملتنى بعطفك
وقلت لى: أحبك.. وسأبقى أبداً بقربك
فانتعشت أيامى.. وزال ظلامى
وبددت أسقامى.. ونشطت عظامى

عاهدتُك    
            ولكنى سرعان ما خنتُك    
            وبالخطا قمتُ وطعنتُك    
            جرحتُ محبة قلبِك    
            دستُ قداسة طهرِك

وبعدتُ إلى بعيد
وظل البعد يزيد   

            أهنتُك.. جرحتُك، لم تَعُد عيناى ترياك    
            سلّطتُ علىَ نفسى سادة سواك

فيئستُ من عهدى.. وفشلتُ من نفسى 
وأظلمتْ أيامى فى يأسى
تهتُ  وغابتْ  شمسى

وفى مرارتى سمعت صوتاً حلواً ينادى:
عد حبيبى؛ إنى انتظرك بعد طول مغيبِ

فتلفت حولى لأسأل: 
            من ذا الذى يدعونى حبيبى؟!
فجاءنى الصوت الحنون: 
            هو أنا؛ من أحبك حتى الصليبِ

وعرفتُك،
فرفعتُ عينىَّ من سقطتى
واستفقتُ أخيراً من غفلتى 

وخاطبتُك:
سيدى؛ لا أستطيع القيام

فقلتَ لى: 
أقيمك، وأحفظك بالتمام

فقاطعتك:
لكن قذرى لا يناسب طهرك

فطمأنتنى: 
أكسوك فإنى برّك

فاستعطفتُك:
اجعلنى إذاً اجيراً عندك

وجأنى قولك: 
بل حبيبى، وكل مالى فهو لك

وعدتُ     
            فوجدتنى فى حضنك    
            وسمعتُ دقاتَ قلبِك    
            فأدركتُ معنى حبِك

وسمعتُك تقول:    
            يا حبيبى لقد عدتَ إلى مكانِك    
            وستبقى معى زمانك،    
            ووعدتنى بدفء حنانك

فها أنا سيدى؛
لن أعاهدك من جديد؛ فلن أستطيع أن أفى
ولن انذر لك النذور، فكل نذورى لن توفىَ 

لكن 
هاك حياتى.. قدسها أنت لك
            خصصها لجلالك    
وافتح يدى وخذ ما بها    
            واملك على كل ما لها
ويكفينى أننى لازلت أُدعى
            حبيبك        
وسأبقى كذا أبداً 
                                       حبيبك
القاريء: ع - القاهرة