. اعتذر الرئىس الأمرىكى عن خطىته للشعب الأمرىكى ولوزرائه، كما اعتذر لزوجته و ابنته. قال لهم فى تضرع والدموع تترقرق فى عىنىه: "إنى أود الاعتراف بأننى أخطأت، ومن المهم أن أقدم اعتذارى وأسفى إلى كل الذىن ألحقت الضرر بهم، وأسأل الجمىع الصفح والغفران، لقد خذلتكم وخذلت بلادى وعائلتى؛ وأتعهد ألا ىتكرر ذلك أبداً".
صدىقى القارئ:
أَرأيت ما تفعله الخطىة؟! إنها بحق «عار الشعوب» (أمثال 41: 43)، بل إنها«طرحت كثىرىن جرحى وكل قتلاها أقوىاء» (أمثال 7: 62).. لقد جعلت من الزعىم والرجل صاحب الكلمة الأولى فى عالم الىوم، طفلاً ذلىلاً ىبكى وىعتذر، فتراه خافض الرأس انكساراً. وإن كنا لا نعلم الدافع الحقىقى للاعتذار، هل هو توبة حقىقىة، لإرضاء الرب والفوز بمكان فى البىت الأبدى، أو مجرد اعتذار شكلى لإرضاء الشعب والبقاء فى البىت الأبىض! إلا أننا نعلم من الكتاب المقدس إنه ىوجد نوعان من الاعتراف:
1-الاعتراف الظاهرى:
وهو اعتراف ىبدو كالاعتراف الحقىقى، لكنه سطحى لأنه مقترن بالعىشة فى الخطىة ونتىجتة الدىنونة الحتمىة. ومن أمثلتة: اعتراف فرعون ملك مصر: اعترف فرعون أمام موسى وهارون قائلاً «إنى أخطأت، الرب هو البار وأنا وشعبى الأشرار» (خروج9: 72 ). ولأنه اعتراف لىس من القلب لذلك غرق وشعبه فى البحر الأحمر «غاصوا كالرصاص فى مىاه غامرة» (خروج 51: 10). اعتراف شاول ملك اسرائىل: (1صموئىل 24: 15 ،21: 26). ونهاىة ذلك الملك المخدوع أنه قُتل فى جبل جلبوع (1صموئىل13: 8 ). اعتراف شمعى بن جىرا: (2صموئىل91: 20 ). وكانت نهاىته على ىد بناىاهو (1ملوك 2: 63-64)
2 الاعتراف الحقىقى : ومن أمثلتة: اعتراف داود الملك : عندما أخطأ داود صلى قائلاً «ارحمنى... اغسلنى... طهرنى...إلىك وحدك أخطأت والشر قدام عىنىك صنعت» (مزمور 51)، لذلك جاءه ناثان النبى وقال له : «والرب أيضاً قد نقل عنك خطىتك لا تموت» (2صموئيل21: 31 ). لكن مَنْ الذى حمل خطىته، ىجىبنا بطرس الرسول فى رسالته بالقول إنه المسىح القدوس «الذى لم ىفعل خطىة ... الذى حمل هو نفسه خطاىا فى جسده على الخشبه» (1بطرس2: 22 ،24). اعتراف الابن الأصغر فى لوقا51: لقد اعترف قائلاً «ىا أبى أخطأت الى السماء وقدامك ... » فقبّله الأب وقبَله وذبح له العجل المُسمن (صورة لفداء المسىح). اعتراف العشار : الذى قال «اللهم ارحمنى أنا الخاطى» (لوقا 18: 31)، فنزل إلى بىته مُبرراً. وهكذا إن «من ىكتم خطاىاه لا ىنجح ومن ىُقِر بها وىتركها ىرحم» (أمثال28: 31 ). فإن كانت الخطىه شر ورزىلة فالاعتراف بها وتركها هو أسمى فضىلة ... فمَنْ هو الإنسان السعىد سوى ذلك «الذى غفر اثمه وسترت خطىته» (مزمور23: 1 ).
هذه هى العبرة فهل نعتبر؟!