رسالة غلاطية

   نبذة تاريخية جغرافية
تقع كنائس غلاطية، المرسلة إليهم هذه الرسالة، فى أسيا الصغرى، التى هى تركيا حالياً.  وسميت غلاطية لأن سكانها الأصليين انحدروا إليها من بلاد الغال (فرنسا حالياً) سنة 300 ق.م تقريباً، وهم يتصفون حتى اليوم بحدة العواطف وتقلب المزاج.   وقد زارهم الرسول بولس أكثر من مرة أثناء رحلاته التبشيرية، كان فى أولاها صريع هجمة مرضية شرسة، إلا أنه بشّرهم، وهم فرحوا به وقبلوه كملاك من الله (4: 13 ،14).  ولكن فى زيارة ثانية كان استقبالهم فاتراً (4: 16)، لأنهم كانوا قد تأثروا بالتعاليم الخاطئة، واضطر أن يقول لهم إن من يبشرهم بغير ما قبلوه يكون أناثيما (1: 9).

الغرض منها
لقد تعرضت الكنائس فى غلاطية للخطر الذى تعرضت له الكنيسة عامة فى كل مكان تقريباً فى ذلك الوقت؛ ألا وهو تهويد المسيحية.  فقد حاول بعض الإخوة الكذبة، وهم من أصل يهودى، أن يوجدوا مسيحية جديدة، هى خليط بين اليهودية والمسيحية، فكانوا يعلّمون أن الخلاص الأبدى لا يمكن أن يناله الإنسان بالإيمان بالمسيح فقط، لكن عليه أيضاً، لكى يحصل على الخلاص، أن يمارس فريضة الختان ثم يحفظ الإعياد اليهودية وبقية الفرائض والطقوس التى أوصى بها الناموس.  لذلك كتب الرسول هذه الرسالة ليدحض، بالحجج القوية، آراءهم الخاطئة.

أهميتها اليوم
لازالت هذه الرسالة إلى اليوم هى أقوى سلاح فى أيدى رجال الله الأمناء، الذين يحرصون على بقاء إنجيل المسيح، الذى يخلّص، نقياً دون أن يتعرض لأية إضافات من البشر تشوه جماله أو تبطل مفعوله.  وأشهر هؤلاء الرجال الذين أحبوها وكانت بركة عظيمة لنفسه، ثم لغيره من خلاله، هو مارتن لوثر الذى كان يدعوها عروسته.

فائدتها لنا
1- تكشف بوضوح سمو المركز الذى صار فيه المؤمن المسيحى الآن، فهو قد صار ابناً لله، وله كل الامتيازات المترتبة على هذه البنوية.

2-تكشف بوضوح الحرية المقدسة التى صار فيها المؤمن المسيحى، بالمقابلة مع العبودية القاسية التى كان يرزح فيها من هم تحت الناموس.

3- تكشف عن دور الروح القدس فى سلوك المؤمن العملى، ليس فقط سلبياً من حيث تحرير المؤمن من سلطة الجسد، لكن إيجابياً من حيث إنتاج الثمر الرائع فيه.

4- تحمى من يفهمها من التعاليم الخاطئة التى ترمى لتشويه إنجيل نعمة الله.

أقسامها
1- القسم الأول:
شخصى (ص1 ، 2) يحكى فيه الرسول، من اختباره، ما يؤكد أصالة الإنجيل الذى بشرهم به؛ من حيث مصدره، فهو بإعلان يسوع المسيح (ص1)، ومن حيث محتواه الذى صادق عليه الرسل (ص2).

2- القسم الثانى: تعليمى (ص3 ،4) وفيه يشرح الرسول ويجادل مبيّناً سمو الإنجيل وعظمة تأثيره؛ من حيث روعة العلاقة مع الله التى يجعلنا الإنجيل فيها (ص3)، ثم الامتيازات التى يجلبها الإنجيل لنا وأهمها الميراث (ص4). 3- القسم الثالث: عملى (ص5 ،6) وفيه يحرض الرسول الإخوة كاشفاً لهم عن حرية الإنجيل التى تجعلهم يخدمون عن محبة، وليس عن خوف وعبودية الناموس (ص5: 1 -15)، ثم عن قوة الروح القدس الذى يحررهم من سلطة الجسد وعبوديته (ص5: 16 -6: 10). ونستطيع أن نرى هذه الأقسام فى الجدول التالى:                                                                                                                                                                    

  رسالة غلاطية: الحرية بالإنجيل

 
افتتاحية     1: 1-5
 I- أصالة الإنجيل
      من حيث مصدره
      من حيث محتواه
ص 1 ، 2 
ص1
ص2
 شخصى


 II- سمو الإنجيل
      من حيث العلاقة الجديدة
      من حيث الامتيازات الجديدة
 ص 3 ، 4
ص3
ص4
تعليمى 


 III- حرية الإنجيل
      من عبودية الناموس
      من عبودية الجسد

ص 5 ، 6 
(ص5: 1 -15)
(ص 5: 16-6: 10).
 عملى


خاتمة (6: 11-18) 
 

 

 

 

 

 

 

أرقام

الرسالة تتكون من 6 أصحاحات، 941 عدداً؛ وتحتاج إلى أقل من نصف الساعة لقراءتها.