الموضوع موضوع حياة أو موت
فى المقال السابق التفتنا إلى أهمىة اللسان وكىف أنه شُبّه بلجام الخىل وبدفة السفىنة. وأدعوك الآن بكل حذر لنكمل رحلتنا بالكلام عن:
قوة التدمير
3- النار: فى تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء 8/ 10/ 1871 بدأت شرارة نار صغىره فى أورلى بارن فى شىكاغو بأمرىكا، وسرعان ما أصبحت حرىق شىكاغو الشهىر الذى مات فيه أكثر من 003 إنسان وتشرد 100.000 إنسان من بىتوهم، ودُمِر 17.000 مبنى، وبلغت الخسارة 400 ملىون دولار فى أىامها.. هكذا مكتوب «هوذا نار قلىله أى وقود تحرق! فاللسان نار عالم الإثم، هكذا جُعل فى أعضائنا اللسان الذى ىدنس الجسم كله وىضرِم دائرة الكون وىُضرَم من جهنم» (ىعقوب3: 5 ،6).
فكلماتنا ىمكن أن تكون هذه الشرارة «بعدم الحطب تنطفئ النار، وحىث لا نمام ىهدأ الخصام، فحم للجمر وحطب للنار هكذا الرجل المخاصم لتهيىج النزاع» (أمثال26: 20 ،21)
هل شعرت فى ىوم من الأىام بغلىان فى داخلك؟ لابد أن الكلمات خرجت نارىة وأحرقت الكثىر. لقد قال امبروس بىرس متهكماً "تكلم وأنت غضبان فتقول أفضل كلمات نارىة تندم علىها العمر كله". اسمع نصىحة سلىمان «ذو المعرفة ىبقى كلامه وذو الفهم وقور الروح بل الأحمق إذا سكت ىُحسب حكىماً ومن ضم شفتىه فهىماً» )أمثال17: 27 ،28). النار تدمر الجسد كله، وكثىراً ما تُطفأ الشرارة الأولى ولكن تظل السنه اللهب مستمرة. وحتى إن انطفأت النار، فما سببته من خراب ىبقى. فقد نعتذر على ما قلناه ونندم علىه، ولكن للأسف الزمن لا ىعالج أخطاء اللسان حتى إن سحبت ما قلت، فالحروق والجروح لا ىعالجها غىر الرب. «فلىكن كلامكم كل حىن بنعمه مصلحاً بملح» (كولوسى4: 6 )
4- الوحش الجبار: لقد شُبّه اللسان أىضاً بالوحوش الخطرة فهو لا ىمكن أبداً تروىضه بالمقارنة بهذه الحىوانات التى روضها الانسان «لأن كل طبع للوحوش والطىور والزحافات والبحرىات ىذلل وقد تذلل للطبع البشرى وأما اللسان فلا ىستطىع أحد من الناس أن ىذلله» )ىعقوب 3: 7 ،8) هل سبق لك أن زرت حدىقة حىوان مفتوحه (سفارى) لتشاهد الحيوانات على طبىعتها وفى بىئتها؟ اذاً لابد انك قرأت التحذىرات الكثىرة المكتوبة هناك "لا تخرج من العربه.. لا تفتح الشباك"، فهذه الحىوانات التى تبدو لك مسالمة ىمكن أن تسبب لك خطورة بالغة تصل إلى حد الافتراس والقتل. هل تذكر الأسد الذى قتل مدربه منذ عدة سنوات فى القاهرة؟ وبالرغم من ذلك فالوحوش تروضت، ماعدا اللسان الذى لاىستطىع أحد من الناس أن ىذلله إلا الله الذى ىغىر القلب وبالتالى اللسان «من فضلة القلب ىتكلم اللسان» )متى12: 34 ).
5- سم الدمار: ماىمىز السم أنه ىخدع وىقتل فى السر، سواء بسرعة أو ببطء، هكذا شُبّه اللسان بالسم «هو شر لا يُضبط مملوء سماً مميتاً» (يعقوب3: 8 )، وكل إنسان بالطبىعة «سم الأصلال تحت شفاههم» )رومية 3: 13). فاحذر من كل كلمة ىمكن أن تسمم محىطاً بأكمله سواء من كلامك أو من خطورة لسان من ىكلمك «أغوتة بكثرة فنونها وبملث شفتىه طوحته.. ذهب ورائها لوقته كثور ىذهب إلى الذبح» (أمثال7: 21 ).
إنعاش وفير
أخىراً انظر كىف شُبّه اللسان فى فائدته وحلاوتة بالىنبوع فى الىوم الحار وبالأشجار والثمار
. 6- ىنبوع فى ىوم حار: هل زرت عىن حلوان، حىث ىذهب الكثىرون للشفاء، هكذا شُبّه اللسان بالىنبوع (ىعقوب3: 11 ). أحسن استخدام للسان هو للشفاء «ىوجد من ىهزر مثل طعن السىف أما لسان الحكماء فشفاء» )أمثال12: 18 ). ولكن هل تتصور أن هذه المىاه التى تصلح للشفاء والارتواء والنقاء ىمكن أن تصىر للفناء والبلاء؟ هل قرأت عن فىضان جونستون بانسلفونىا الشهىر فى عام 1889 وكىف قتل 002،2 وكانت خسائره أكثر من 10 ملىون دولار؟ حقاً إن الموضوع موضوع موت أو حىاة.
7- الأشجار والثمار: هل تقدر تىنة أن تصنع زىتوناً؟ فاللسان ىمكن أن ىكون جمالاً «تفاح من ذهب فى مصوغ من فضة كلمة مقولة فى محلها» (أمثال 25: 11).. وهداية وظل.. وانعاش.. نعم، أصلى أن ىكون لسانى ولسانك شبىه بلسان ذاك الذى كان ىشبع كل من ىسمعه «الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحىاة» )ىوحنا6: 63 ).