ملاكي أم أجرة؟


القاهرة مدينة مزدحمة، و تبدو اكثر ازدحامًا في عيون الوافدين أليها،  وخاصة من ريف مصر.  ذهبت مرة مع قريب لي في مهمة علاجية، و بينما كنا ننتظر تاكسي، أشار قريبي إلى سيارة ملاكي.  فقلت له: أن هذه السيارة ليست أجرة.  فأصر قريبي على أنها أجرة، وعندما اقتربت السيارة، صرخ بأعلى صوته، تاكسي!! مرت السيارة كالسهم، و بالطبع لم تتوقف.

فقال قريبي: و عرفتها ازاي؟
قلت: من لوحتها المعدنية.
قال: ولكن أنا مستعد أن أدفع أكثر.
قال: ولو...  هذه سيارة خاصة، ملك لصاحبها و تحت تصرفه، وليست للجميع.

  صديقي القارئ..  ذكرتني  هذه الواقعة بما جاء في سفر الخروج 28: 36، حيث تجد هناك لوحة معدنية أخرى، لكنها من الذهب النقي هذه المرة.  علقت اللوحة بخيط اسمانجوني على جبين هارون، وقد نُقش عليها عبارة «قدس للرب»؛ أي مخصص و مكرس للرب.  وهكذا كل من قَبِل المسيح صار ملكًا له.
وفي زمن قادم ستُنقش على الجباه واحدة من اثنتين: اسم الخروف، أوسمة الوحش (رؤيا 13: 16، 22: 4).  واليوم يا عزيزي، الاختيار لك؛ المسيح الفادي أو إبليس الجاني، فلمن أنت؟ و ما الذي نُقش على جبهتك؛ سمة الخروف، أم سمة الوحش؟ هل أفكارك ملك للمسيح وحده و تحت تصرفه أم لآخرين سواه؟
هل أنت ملاكي أم اجرة؟

صلاة:  سيدي..  إني أعترف..  فكم نادتني الخطية و استوقفني، وكالسيارة الأجرة جبت الشوارع والحارات، عبدًا للطمع و الشهوات.  لقد استأجرني إبليس وكاد يحطمني..  ولكن اليوم..  استوقفتني محبتك لأكون ملكًا لك..  لك وحدك.  آمين.