أيَّ العصفورين ؟
أُجريت تجربة على عصفورين بأن حُبس كل منهما في قفص منفصل لمدة يوم، على أن يُطلَق سراحهما في المساء. وُضع كل منهما في قفص له نفس الشكل والمقاييس فيه بعض الماء والطعام. وتُركا.
ظل أحد العصفورين يضرب بجناحيه بكل قوة محاولاً كسر القفص أو الخروج من بين القضبان، فسكب إناء الماء وقلب الطعام؛ وظل هكذا في ثورة عارمة• وكان كلما ارتفع ارتطمت رأسه بالقفص وسقط؛ وظل على هذا المنوال إلى ساعات. وعندما جاء المساء، وفتح باب قفصه، وُجد كسير الجناح في حالة من الإعياء تقترب من الموت.
أما العصفور الآخر، فحاول أيضًا أن يجد مخرجًا، ولما لم يستطع، بدأ يشرب من الماء ويأكل الطعام، ويزقزق بنغمة شابها الحزن لكن في هدوء.ولما جاء المساء فُتح له الباب، فانطلق مرفرفًا بجناحيه مزقزقًا نشيد الحرية. أي العصفورين أنت إذا سمح الله الحكيم المحب بأن توجد في قفص المرض أو التجربة أو الوحدة أو....؟ هل تتذمر وتحاول بكل جهدك أن تتخلص من الظروف غير واضع في اعتبارك قصد الله في حياتك؟ أم تتقبل بشكر، وتنتظر في صبر تدخل الله في ظروفك؟ ثق أنه في وقته يسرع به؛ ويخرجك من الضيق إلى رحب لا حصر فيه رافعًا أجنحة كالنسور، مضيفًا إلى حصيلتك الروحية اختبارًا جديدًا.