هذه مجموعة من الأسئلة الفاحصة التي وجهها الله لشخصيات متعددة عبر الزمان، ودوّنت في الكتاب المقدس. دعونا نفترض أنها موجهة لكل واحد منا، فماذا ستكون إجابتنا؟
ما اسمك؟ هذا سؤال وجّهه الله إلى يعقوب، وهو في طريق عودته من عند خاله لابان. وعندما علم أن أخاه عيسو قادم للقائه، خاف وابتدأ يصلى طالبًا معونة الرب. ثم جعل عائلته وخدمه يسبقونه وبقى وحيدًا، فظهر له الرب في صورة إنسان وصارعه حتى طلوع الفجر. وعندئذ سأله الرب قائلاً «ما اسمك؟»، فرَّد عليه قائلاً «يعقوب». وهنا قال له الرب «لا يُدعى اسمك يعقوب بل اسرائيل». أرجو أن تقرأ تفاصيل هذه القصة في تكوين32.
سؤال هام جدًا.. ما اسمك؟؟
هل هو يعقوب؟ الذى معناه المتعقب، يعقوب الذى سلك طريقًا ملتوية لأكثر من عشرين عامًا. لقد استخدم كل طرق الغش والخداع حتى يصل إلى طموحاته وأهدافه. والآن ماذا عنك أنت؟ هل طموحات العالم ومباهجه سيطرت عليك فأبعدتك عن وجود الله في حياتك؟ هل افتكرت أنك بذكائك وقدراتك تستطيع الوصول إلى ما تتطلع إليه؟ هل افتكرت أن الله بعيد عنك ولا يرى طريقك الملتوية؟ اسمع قول الحكيم سليمان «افرح أيها الشاب في حداثتك وليُسّرك قلبك في أيام شبابك واسلك في طرق قلبك وبمرأى عينيك، واعلم أن على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة» (جامعة11: 9).
أم هل هو عيسو؟ لقد كان هذا هو رَّد يعقوب نفسه عندما سأله أبوه اسحق نفس السؤال من قبل ما يزيد عن عشرين سنة. لقد أتى ليأخذ البركة من أبيه الذى كلـَّت عيناه عن النظر، فسأله قائلاً «مَنْ أنت يا ابنى؟» فرَّد عليه يعقوب كاذبًا «أنا عيسو بكرك» (تكوين 27: 18، 19). أراد أن يظهر بشخصية غير شخصيته. أراد أن يظهر بمظهر الشخص الكبير الناجح المهتم برغبات والده. ولكن كان وراء ذلك كله رغبته في الحصول على الامتيازات، ولو بطريقة ملتوية. أخشى أن يكون أحدنا سالكًا بنفس الأسلوب. هل تغيِّر ثيابك وأسلوب حياتك لتخفى شخصيتك الحقيقية حتى تصل إلى ما تريد؟ هل أنت غير راضٍ عن شخصيتك الحقيقية فتحاول تغيير المظهر الخارجي فقط دون الداخل؟ يحدّثنا الكتاب المقدس عن أُناس «لهم صورة التقوى ولكنه منكرون قوتها» (2تيموثاوس 3: 5). وكذلك «يأتونكم بثياب الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة» (متى 7: 15).
أم أخيرًا.. هل هو اسرائيل؟ لقد كان رَّد الرب على يعقوب كما رأينا، هو «لا يُدعى اسمك في ما بعد يعقوب بل اسرائيل» - أي «الأمير المجاهد مع الله». نعم كانت هذه هي لحظة التغيير الحقيقي في حياته. من شخص مُخادع ملتوٍ إلى شخص متكل على الله طالبًا بركته وقيادته فى حياته.
والآن .. هل تريد أن تتغير شخصيتك تغييرًا حقيقيًا؟ انظر وتأمل ما حدث في حياة يعقوب (كما نراها في تكوين32).
أولاً: اعترف بفشله وعدم نفع طرقه القديمة. اتجه إلى الله واعترف بخوفه وفشله (ع7، 11).
ثانيًا: أقرَّ بحقيقة ذاته. عندما سأله الله عن اسمه، أقرّ بأنه يعقوب الضعيف المحتال المتكل على ذاته لتحقيق طموحاته (ع72).
ثالثًا: انكسر أمام الرب. لقد ضرب الرب حق فخذه، فانخلع وصار يخمع (يعرج) (ع25، 31). لقد انكسر اتكاله على نفسه وعلى قدراته الذاتية. رابعًا:
تمسّك بالرب متكلاً عليه فنال بركته. تمسّك بالرب قائلاً «لا أطلقك إن لم تباركني» (ع26) وكانت النتيجة «باركه هناك» (ع19). ثم «أشرقت له الشمس» (ع13).
هذه هي خطوات التغيير والبركة الحقيقية. اعترف باسمك الحقيقي ودعه يغيرك تغييرًا كاملاً فتتمتع بالسلام ويضئ لك نور المسيح.
ما لَم تباركني ربــى لن أطلِقَك لن أترُكـك
بل هَاكْ قلبي سيـدى كــي تمتلكــــهُ للأبــــدْ