يفتخر الكنديون أن بلادهم فيها أعلى مبنى فى العالم وهو برج تورنتو الشهير، والذى ارتفاع أعلى نقطة فيه هو 553 مترًا، بينما أعلى نقطة فى مبنى الإمباير ستيت بنيويورك ارتفاعها 443 مترًا، يليها برج طوكيو في اليابان، ثم برج إيفل في باريس، ثم برج سيدنى باستراليا وهذه كلها أعلى من 300 مترًا.
والمرء عندما يزور هذه الأبراج، ويعجب بمقدرة الإنسان وعبقريته التي ظهرت في تشييد هذه الأبنية العالية، فإنه بسرعة يتذكر أن هذا الاتجاه ميّز الإنسان من قديم الزمن. فبعد الطوفان بفترة وجيزة، بدأ الإنسان في تشييد أولى تلك الأبراج العالية جدًا، عندما قال الناس بعضهم لبعض « هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجًا رأسه بالسماء، ونصنع لأنفسنا اسمًا لئلا نتبدد على وجه كل الأرض» (تكوين 11: 4). ومن قصة التوراة نعلم أن الأرض في تلك الأثناء كانت كلها تتكلم لغة واحدة، لكن الرب منعهم عن الاستمرار في محاولتهم هذه، لِما فيها من تحدٍ لقصد الله أن ينتشر الإنسان ويملأ كل ربوع الأرض، ومن هنا قضى الله على البشر بتعدد لغاتهم.
أراد الإنسان ألا يتشتت في الأرض، لكن كان قصد الله أن يملأ البشر كل الأرض. وأراد الإنسان أن يكون رأس برجهم هو السماء، لكن إذا استحال على البشر أن يصل إلى السماء بعمل يديه، فإن إله السماء والأرض قد شرّف الإنسان بزيارة، عندما وُلد المسيح في بيت لحم، ثم مضى إلى الصليب، ليمكن للإنسان أن يصل إلى السماء عن طريق الإيمان بعمل المسيح لأجله على الصليب.
استمع إلى كلمات المسيح لشخص سارق، لم يعمل فى كل حياته سوى الخطية والشر، لكنه إذ آمن بالمسيح المخلص العظيم فإن الرب قال له « الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس» (لوقا 23: 43)