هذه مجموعة من الأسئلة الفاحصة التي وجهها الله لشخصيات متعددة عبر الزمان، ودوّنت في الكتاب المقدس. دعونا نفترض أنها موجهة لكل واحد منا، فماذا ستكون إجابتنا؟
ما هذه في يدك؟
ظهر الرب لموسى وتكلم معه من خلال عُلّيقة تشتعل فيها النيران في جبل حوريب بصحراء سيناء، طلب منه أن يرجع إلى مصر ليُخرج شعبه من العبودية التي كانوا فيها. هل تعرف ماذا كان رَّد موسى؟ ابتدأ يضع الأعذار المتوالية حتى لا يذهب. وهنا سأله الرب قائلاً « ما هذه في يدك؟» فرَّد موسى قائلاً « عصا». وبعد حديث طويل مع الرب، اقتنع أخيرًا بالذهاب لتنفيذ هذه المهمة العظيمة. فقال الرب في النهاية « وتأخذ في يدك هذه العصا». أرجو أن تقرأ هذه القصة في خروج3، 4. هذا عن موسى، فماذا عنك أنت؟
(1) هل سمعت صوت الله يناديك؟ إن الله يفتش على الإنسان، حتى وهو في صحرائه الشخصية بعيدًا جدًا. إن له خطة عظيمة في حياة كلٍ منا. إنه يريد أن يصنع منا رجالاً عظام. لكن هل تقابلنا معه؟ هل استجبنا لنداءه؟ أم مازلنا نصّر على حياتنا الخاصة بعيدًا عنه؟ اسمعه يقول في إشعياء55:2 « استمعوا لي استماعًا وكلوا الطيب ولتتلذذ بالدسم أنفسكم».
(2) هل عرفت ما يريد الله منك أنت شخصيًا؟ ما هو الهدف الذى تعيش من أجله؟ ما هي طموحاتك وآمالك التي تريد أن تحققها في حياتك؟ إن الله الخالق العظيم والفادي المحب، له إرادة صالحة ومرضية وكاملة في حياة كل واحد منا، إن سرنا فيها، فسنختبر السعادة والسلام الحقيقيان. لماذا لا تقول مع بولس الرسول في أول مقابلة له مع الرب يسوع « يا رب ماذا تريد أن أفعل؟» (أعمال9: 6).
(3) هل تعرف الإمكانيات التي وضعها الله في يدك؟ لقد زوَّد الله كل واحد فينا بإمكانيات خاصة مختلفة عن الآخر. فهل أدركت ما عندك؟ الله يسألك كما سأل موسى قديمًا: ما هذه في يدك؟ فماذا تقول؟
أولاً: لا تقارن ما عندك بما عند الآخرين حتى لا تُصاب بالفشل من جهة، أو تُصاب بالغرور من جهة أخرى، بل اعلم أن الكل من الله. ارجع إلى الـمَثَل الذى قاله الرب يسوع في متى25: 14 -30؛ إن السيد هو الذى أعطى واحدًا خمس وزنات وآخر وزنتين وآخر وزنة.
ثانيًا: لا تقارن ما عندك بحجم المسئولية أو العمل المطلوب منك؛ فعندما يكلف الله إنسانًا بعمل ما، يعرف كيف يستخدم الإمكانيات التي أعطاها له بالطريقة الصحيحة. « لأنه ليس للرب مانع عن أن يخلص بالكثير أو بالقليل» (1صموئيل 14: 6). انظر ما فعله الله بموسى وعصاه.
ثالثًا: كُن خاضعًا لقيادة الرب تمامًا في استخدامك لهذه الإمكانيات. لقد سار موسى في خضوع كامل للرب، فاستطاع أن يستعمل عصاه بطريقة صحيحة كانت سببًا في خلاص عظيم وبركة عظيمة لشعبه (خروج14: 16 ، 17: 5، 6). تذكّر ما قاله الحكيم « الفرس مُعَد ليوم الحرب، أما النصرة فمن الرب» (أمثال 21: 31).
رابعًا: احذر من استخدام إمكانياتك بحسب فكرك الشخصي أو لمصلحتك الشخصية. تذكّر موسى نفسه، لقد استخدم العصا خلافًا لأمر الرب، فغضب الرب عليه وأوقع عليه العقاب (عدد 20: 1-13). ولا تنس شمشون وما عمله وماذا كانت نهاية حياته (قضاة14-16).
لماذا لا تأتى إلى الرب الآن واضعًا كل إمكانياتك عنده، اسمعه يقول لك « وتأخذ معك هذه العصا». لأنه « تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمل» (2كورنثوس12: 9).