عرفنا من العدد السابق أن الله واحد لكنه مُثلث الأقانيم، وعرفنا أن هذه الحقيقة يُعلنها الكتاب المقدس بوضوح. وإليك بعض الآيات التى تُرينا ذلك من العهد القديم:
1 - فى تكوين1: 26 نقرأ «وقال الله (فى صيغة المفرد) نعمل (فى صيغة الجمع) الإنسان» .
2 - فى تكوين3: 22 نقرأ «وقال الرب الإله (فى صيغة المفرد) هوذا الإنسان قد صار كواحد منا (فى صيغة الجمع)»
3 - فى تكوين11: 7 نقرأ أن الرب قال «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم». وكلمة «هلم» تعنى هيا بنا وهذا يدل على تبادل الحديث بين الأقانيم.
4 - فى إشعياء6: 3 نقرأ عن نوع من الملائكة هم السرافيم كانوا يُنادون بعضهم بعضاً وهم فى حضرة الله قائلين قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملء كل الأرض (بالمفرد)» وهنا نكتشف عدد الأقانيم إذ يُكررون كلمة قدوس ثلاث مرات فكل أقنوم من الأقانيم الثلاثة هو قدوس.
5 - وفى إشعياء6: 8 نقرأ «ثم سمعت صوت السيد قائلاً مَنْ أُرسل (بصيغة المفرد لأن الله واحد) ومَنْ يذهب من أجلنا (بصيغة الجمع لأن الله مثلث الأقانيم)».
6 - وفى إشعياء48: 16 نجد أقنوم الابن يتكلم عن أقنومى الآب والروح القدس قائلاً «منذ وجوده أنا هناك» - أى منذ وجود الآب الأزلى أنا أيضاً موجود منذ الأزل «والآن السيد الرب أرسلنى وروحه» - أى أن الآب والروح القدس أرسلا المسيح، الذى هو الابن.
كما أننا نجد آيات كثيرة فى العهد القديم أيضاً يتكرر فيها اسم الله أو إسم الرب مما يدل على أن هناك تميزاً بين الأقانيم. لاحظ الآن بعض هذه الآيات:
1 - فى تكوين19: 24 نقرأ «فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتاً وناراً من عند الرب من السماء».
2 - فى مزمور110: 1 يقول داود «قال الرب لربى إجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك موطئاً لقدميك» . وهنا نرى الرب الذى هو أقنوم الآب يُخاطب الرب الذى هو أقنوم الابن.
3 - فى هوشع 1: 7 يقول الرب «وأما بيت يهوذا فأرحمهم وأخلصهم بالرب إلههم» فالمتكلم هو الرب وهو يخلص شعبه بالرب.
4 - فى سفر الأمثال30: 4 يسأل أجور «... من ثبَّت جميع أطراف الأرض. مااسمه وما اسم ابنه إن عرفت» . ومن هذا السؤال العجيب الوارد فى العهد القديم يتضح لنا أن لله «ابناً» موجوداً معه ومساوياً له - ليس له بداية لا بخلق ولا بولادة ولا بشئ آخر.
وبعد أن تأكدنا أن أسفار العهد القديم تُعلن بوضوح حقيقتى التوحيد والتثليث تعالوا بنا إلى أسفار العهد الجديد لنرى هاتين الحقيقتين واضحتين وضوح الشمس:
1 - فى انجيل متى3 عندما اعتمد الرب يسوع من يوحنا فى نهر الأردن صعد للوقت من الماء وإذا السموات قد انفتحت له فرأى روح الله نازلاً مثل حمامة وآتياً عليه. وصوت من السموات قائلاً هذا هو ابنى الحبيب الذى به سُررت. وهنا نرى الثلاثة الأقانيم - أقنوم الابن صاعداً من الماء وأقنوم الروح القدس نازلاً من السماء التى انفتحت، وأقنوم الآب نسمع صوته.
2 - فى إرسالية الرب يسوع لتلاميذه قبل صعوده قال فى متى28: 19 «فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم (وليس بأسماء لأن الله واحد) الآب والابن والروح القدس» .
3 - فى ختام الرسالة الثانية إلى كورنثوس ص13: 14 نقرأ «نعمة ربنا يسوع المسيح ومحبة الله وشركة الروح القدس مع جميعكم».
4 - وبطرس أيضاً فى رسالته الأولى ص1: 1،2 يقول «إلى المُختارين بمقتضى علم الله الآب السابق فى تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح» .
5 - ويهوذا أيضاً فى رسالته عدد20 يقول «مُصلين فى الروح القدس واحفظوا أنفسكم فى محبة الله منتظرين رحمة ربنا يسوع المسيح للحياة الأبدية» . ونكتفى بهذا القدر من الآيات التى تُعلن حقيقة التثليث فى العهد الجديد رغم كثرتها. ونلاحظ من الآيات السابقة أنه أحياناً يرِد ذِكر أقنوم الآب أولاً وأحياناً يَرِد ذِكر أقنوم الابن الرب يسوع أولاً وأحياناً يَرِد ذِكر أقنوم الروح القدس أولاً - لأن الثلاثة الأقانيم متساوون تماماً وكل أقنوم هو أزلى أبدى ولايوجد أقنوم أسبق من أقنوم .