دكتوراه.. ولكن !

.  فتاة زنجية أمريكية مُنحت فى سن صغير من عمرها الدكتوراه الفخرية فى الرياضيات!! لعقلها الفذ وتفكيرها الرياضي.  ولأن هذا أقصى ما يمكن أن تصله من مرتبة فى الرياضيات، فقد تحولت للفيزياء.

  وفى السنة التالية من عمرها منحتها جامعة أمريكية أخرى، الدكتوراه الفخرية فى الفيزياء.  فأسلوبها في حل أعقد المسائل الفيزيائية، وابتكارها لأساليب حل سهلة ولكنها صحيحة، جعلت مجلس الكلية يمنحها هذه الدرجة دون تردد.
ثم تحولت إلى الموسيقى وكانت تعزف سيمفونيات باخ وبيتهوفن بكل سلاسة وسهولة دون أن تنظر للنوتة الموسيقية، فمُنحت فى السابعة عشر من عمرها الدكتوراه الفخرية في الموسيقى.  فدخلت إلى الشهرة والمجد العالمي من أوسع أبوابهما، ووقف لها عظماء العالم احترامًا وذهولاً بل وانبهارًا بقدراتها
الفائقة.

وُجدت في صباح أحد الأيام منتحرة فى غرفتها وبجوارها رسالة قصيرة تقول «إني أعتذر لكم، لكنى لم أجد في هذه الحياة ما يشبعني فانتحرت!! ».

صديقي..  صديقتي، قد تندهش، كما اندهشت أنا من قبلك، من هذه القصة وتخالها من نسج الخيال، ولكنها واقعية؛ وقد حدثت في إحدى الجامعات الأمريكية.  إلا أنها ليست قصة غريبة لأنها قصة سليمان وزكا والسامرية، بل إنها قصتي وقصتك لخّصها المسيح له المجد في قوله
«كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا» (يوحنا 4: 13).  وقال سليمان الحكيم «باطل الأباطيل الكل باطل...  الكل باطل وقبض الريح (أو انقباض الروح) » (جامعة1: 2 ، 14).  فلقد خلقنا الله لذاته، ونفوسنا لن تجد راحتها وشبعها وارتوائها إلا فيه كما قال أوغسطينوس.  فيا من تبحث عن الشبع والارتواء الحقيقي، تعال إلى المسيح ينبوع الماء الحى بل وينبوع الحياة - مَنْ يُقبل إليه فلا يجوع، ومن يؤمقن به فلا يعطش أبدًا.