أجمل خيمة

  رأينا في العدد السابق لمحة خارجية عن الخيمة وأهميتها وسبب إقامتها.  والآن صديقي الشاب لنقترب أكثر ونتعرّف على مكوناتها، يصحبنا الروح القدس، الوحيد الذي يرشدنا إلى جميع الحق ويأخذ مما للرب ويُخبرنا (يوحنا 16: 31 ،14).

السور الخارجي
لنأخذ دورة خارجية حول السور فنرى أنه يحتوي على 60 عاموداً بارتفاع 5.2م*، ولكل عامود قاعدة من النحاس، ورأس العمود مُغطى بالفضة.  وتتصل الأعمدة ببعضها من أعلى بقضبان فضة، معلّق عليها ستائر من الكتان الأبيض (بوص مبروم) بواسطة حلقات من الفضة، ويفصل بين كل عامود والآخر مسافة 5.2م.  والأعمدة مربوطة من الخارج بحبال مثبَّتة بأوتاد نحاسية.  ولأن كل ما في الخيمة يُشير إلى أمجاد وصفات الرب يسوع، ففي السور الذي يراه كل مَنْ بداخل الخيمة أو خارجها بلونه الأبيض الناصع، نرى صورة لنقاء الشخص الفريد الذي شهد عنه الجميع.

فنرى من بالداخل (المؤمنين) يشهدون عنه: فقد شهد يوحنا أن المسيح «ليس فيه خطية» (1يوحنا 3: 5).  وبطرس شهد أنه «الذي لم يفعل خطية» (1بطرس 2: 22).  وبولس شهد  عنه:«لم يعرف خطية» (2كورنثوس  5: 21).

ومِنْ بالخارج (الأعداء) شهدوا أيضاً عنه: فخدام رؤساء الكهنة شهدوا أنه «لم يتكلم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان» (يوحنا 7: 46).  وبيلاطس نفسه شهد: «لم أجد في هذا الإنسان عِلّة (عيب)» (لوقا 23: 14 ،22).  وقائد المئة، المسئول عن تنفيذ عملية الصلب شهد «بالحقيقة كان هذا الإنسان باراً» (لوقا 23: 47). وفوق الكل شهد عنه الآب من السماء «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت» (متى 3: 17).

الباب
والآن بعد أن أكملنا دورتنا حول السور، ومن الجهة الشرقية للخيمة نقف أمام الباب الوحيد لها، لنرى أنه يتكون من ستارة عرضها 10م، وارتفاعها2.5م مزخرفة ومُطرّزة بأربعة ألوان* زاهية وجميلة: الاسمانجوني (أزرق سماوي)، الإرجوان (أحمر غامق يميل للزُرقة)، القرمز (أحمر كلون الدم)، البوص المبروم (كتان أبيض).  والستارة معلّقة على أربعة أعمدة. صديقي.. لعلك في شيء من الحيرة تسأل: باب من القماش؟!  لماذا لم يصنعه موسى من الخشب أو النحاس أو حتى من الذهب أن أراد؟  كان ذلك لعدة أسباب: أولاً: ليكون الدخول منه سهلاً وميسوراً للجميع: للصغير والضعيف والمريض. ثانياً: لا يصلح لتركيب قفل عليه، حتى لا يكون في مقدور أو سلطان إنسان أن يتحكم في فتح أو غلق الباب في وجه مَنْ يريد الدخول.

والرب يسوع قال عن نفسه «أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلص» (يوحنا 10: 9).  والآن لنترك الروح القدس ليعلمنا كل شيء عن الباب كرمز، فنجد أن باب الخيمة كان:

1- باب واحد: اسمع قول الرب يسوع «أنا هو الباب (لاحظ "ال" التعريف)» ، وأيضاً «ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا 14: 6).  لقد كان لفلك نوح باب واحد للنجاة من الطوفان، ودخل منه كل من يريد النجاة.  وإن كان باب الخيمة يقودنا إلى مكان سُكنى الله، هكذا الإيمان بالمسيح هو الطريق الوحيد للدخول للأقداس السماوية وللتقابل مع الله والتعرف عليه وتقديم العبادة الحقيقية له.

2- باب واسع (عرضه 10م): نرى فيه الترحيب بالجميع للدخول «هكذا أحب الله العالم (كله)» (يوحنا 3: 16)، وأيضاً «من يُقبِل إلىَّ لا أخرجه خارجاً» (يوحنا6: 37).

3- باب سهل الدخول منه: ما أيسر الحصول على النجاة من الدينونة، وما أسهل نوال الحياة الأبدية وغفران الخطايا، بل وكل البركات الروحية، فكل ذلك بواسطة المسيح.  ولنضرب مثلاً بالخلاص، وكيف نحصل عليه، نجد أنه: بالالتفاف للمصلوب «التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض» (إشعياء 45: 22).  بالإيمان بالمصلوب «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص» (أعمال 16: 31). بالدعاء باسمه «لأن كل مَنْ يدعو باسم الرب يخلص» (رومية 10: 13).

صديقي .. إن للسماء باباً واحداً وطريقاً واحداً، قليلون هم الداخلون.. وما أسعد النهاية! وللجحيم أبواب كثيرة، وطرقها واسعة، والداخلون كثيرون.. وما أتعس النهاية! والآن: أخاف أن تكون مازلت واقفاً خارج الباب؛ لذا أذكِّرك بيوم يُقال فيه «أُغلِق الباب» (متى 25: 10)، وعندئذ ليس دخول. احذر!   قد يُغلق هذا الباب في وجهك أسرع مما تتوقع: ربما بلحظة موتك؛ وهل تدري متى تحين؟  وربما بلحظة اختطاف المؤمنين.  وهذه أو تلك ربما تحدث الآن وأنت تقرأ هذه السطور.

أرجوك فكِّر الآن جيداً فيما يعنيه وقوفك خارج باب مُغلق في وجهك إلى الأبد.