لاهوت المسيح


  يسوع... نبي ولكن ليس مجرد نبي، رسول ولكن ليس مجرد رسول، مُصلح ولكن ليس مجرد مصلح، معلم ولكن ليس مجرد معلم، قائد ولكن ليس مجرد قائد، خادم ولكن ليس مجرد خادم، إنسان ولكن ليس مجرد إنسان... إنه الله الظاهر في الجسد

 ( لازلنا نُطالع شهادة الكتاب المقدس عن لاهوت ربنا يسوع المسيح.  ولنتجه إلى إنجيل يوحنا، ذلك الإنجيل الذي يتكلم عن المسيح باعتباره ابن الله، الكلمة الأزلي الذي كان في البدء عند الله وهو المساوي له.

يقول لنا يوحنا في إنجيله بالروح القدس «وآيات أُخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب.  وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يوحنا 20: 30 ،31).
فهو يتكلم عن المعجزات التي فعلها يسوع والتي دوُنت بحكمة عجيبة لتبرهن على لاهوت المسيح، ولكي تعلن طريق نوال الحياة الأبدية بالإيمان باسم المسيح. ونعلم أن هناك سبع معجزات للمسيح مدوّنة في إنجيل يوحنا أثناء حياته قبل الصليب، والثامنة بعد القيامة.

وحينما نتناول هذه المعجزات السبع التي كُتبت في هذا الكتاب - أي إنجيل يوحنا - فسوف نجدها تنقسم إلى ثلاثة أقسام: قسم أول من ثلاث معجزات، ثم قسم آخر من ثلاث معجزات، والمعجزة الوسطى (الرابعة).

القسم الأول يعلن لنا عن شخصه، أو يُجيبنا على السؤال: «مَنْ هو؟» والمعجزة الرابعة تُشير إلى عمله على الصليب.

ثم القسم الثالث، يعلن عن نتائج عمله المبارك. وسوف نقف وقفة أمام القسم الأول الذي يعلن عن شخصه المبارك.

أول معجزة وردت في إنجيل يوحنا، ويذكر الكتاب أنها «بداية الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده فآمن به تلاميذه» (يوحنا 2: 11)، فقبلها لم يفعل يسوع أية معجزة.  هناك، في قانا الجليل، كما نقرأ في يوحنا 2: 1-11، تكلم الرب يسوع فتحول الماء إلى خمر، مُظهراً قدرته وسلطانه على المادة والزمن، إذ يحتاج الخمر إلى وقت طويل لصُنعه، لكنه أظهر مجده كالقادر على كل شيء، وهذا هو مدلول المعجزة. المعجزة الثانية هى شفاء ابن خادم الملك، ونقرأ عنها في أصحاح 4: 64-45.  مرة أخرى جاء يسوع إلى قانا الجليل، وكان خادم للملك ابنه مريض في كفر ناحوم.  وجاء إلى يسوع طالباً من أجل ابنه، قال له يسوع:  اذهب، ابنك حي.  فآمن الرجل بالكلمة وذهب ليجد ابنه قد تعافى في نفس الساعة التي قال له فيها يسوع إن ابنك حي.  فآمن هو وبيته كله.

ليست النقطة هنا في مجرد الشفاء، فقد فعل يسوع ذلك كثيراً، ولكن دعونا نسأل: أين تمت هذه المعجزة؟  يقول البعض:إنها تمت في قانا الجليل حيث كان يسوع، وتكلم قائلاً للرجل «اذهب ابنك حي»، وهذا صحيح. وقد يقول البعض: إنها تمت في كفر ناحوم حيث الغلام المريض، هناك شفاه المسيح، وهذا صحيح أيضاً. كان المسيح في قانا الجليل حيث تكلم، لكن سلطانه امتد إلى كفر ناحوم، وكلمته امتد تأثيرها إلى هناك حيث شُفي الغلام! المعجزة الثالثة: هى شفاء مريض بركة بيت حسدا، حيث نقرأ عنها في أصحاح 5: 1-9.

ماذا حدث هناك؟  ذهب يسوع إلى بِركة بيت حسدا حيث «كان مضطجعاً جمهور كثير من مرضى وعُمي وعُرج وعسم يتوقعون تحريك الماء...  وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة، هذا رآه يسوع مضطجعاً وعلم أن له زماناً كثيراً.  فقال له: أ تريد أن تبرأ؟» ودعونا نسأل: كم كان عمر يسوع في الجسد في هذا الوقت؟  ربما ثلاثة وثلاثون سنة، أي أن هذا الرجل كان في مكانه قبل أن يولد المسيح كإنسان.  هل أخبر أحد المسيح عن ذلك الرجل المريض؟ الجواب لا.  إذاً كيف علم؟

وهذا هو مدلول المعجزة: أن يسوع عالم بكل شيء. دعونا نضم الثلاث معجزات معاً لنعرف مَنْ هو يسوع. إن المعجزات تُعلن أنه :
القادر على كل شيء..    الموجود في كل مكان..    العالم بكل شيء..             مَنْ يكون هذا إذاً إلا الله الظاهر في الجسد.          وإلى اللقاء