هذه مجموعة من الأسئلة الفاحصة التي وجهها الله لشخصيات متعددة عبر الزمان، ودوِّنت فى الكتاب المقدس. دعونا نفترض أنها موجهة لكل واحد منا، فماذا ستكون إجابتنا؟
ما للتبن مع الحنطة؟
هذا سؤال جديد سأله الله لشعبه قديماً، جاء على لسان النبي إرميا في (إرميا 23: 28). وفيه يشبِّه الله كلمته بالحنطة، وكلام الناس من معلمين وأنبياء كذبة بالتبن. لقد ابتعد الشعب عن التمسك بكلمة الله التي تكلم بها عن طريق أنبيائه، وخلطوها مع أقوال البشر؛ وكانت النتيجة الحيدان التدريجي عن طريق الرب، ثم الابتعاد الكامل عنه. لذلك يحذِّرهم من خطورة خلط الحنطة بالتبن، ومن ضرورة تنقية الحنطة من التبن، حتى يمكنهم التمييز الصحيح، وهكذا يرجعون رجوعاً صحيحاً لله.
بماذا يشبه الله كلمته فى هذا الفصل؟
1-الحنطة: وهي التي يستخرج منها الدقيق الذي يُصنع منه الخبز، الغذاء الرئيسي للإنسان. وهكذا كلمة الله هي الغذاء الرئيسي للنفس والروح، وبحق قال الرب يسوع في «الكلام الذي أُكلِّمكم به هو روح وحياة» (يوحنا 6: 63).
2-النار: وهي التي تُستعمل لتنقية المعادن من الشوائب والزغل. وهكذا كلمة الله هي القادرة على كشف الأفكار والتعاليم المزيفة، والقضاء عليها. لذلك جاء في مزمور 19: 7 «ناموس الرب كامل يرد النفس شهادات الرب صادقة تصيِّر الجاهل حكيماً».
3-المطرقة: وهي التي تُستخدم لتكسير الحجارة الصلبة التي يصعب تكسيرها بالوسائل العادية. وهكذا كلمة الله هي الوحيدة القادرة على كسر كبرياء وعناد قلب الإنسان الذي يقول عنه الكتاب «من البطن سميت عاصياً» (إشعياء 48: 8)، وعن كلمة الله «كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ ،للتقويم والتأديب الذي في البر» (2تيموثاوس 3: 16).
ما هي خطورة خلط كلمة الله بكلام الناس؟
1-خداع القلب:
نقرأ في إرميا 17: 9 «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه؟ أنا الرب فاحص القلب مختبر الكُلى»، لذلك فمن السهل على القلب أن يقول «لا تنظروا لنا مستقيمات كلمونا بالناعمات انظروا مخادعات حيدوا عن الطريق ميلوا عن السبيل» (إشعياء 30: 01 ،11).
2-تسكيت الضمير:
إن الروح القدس، عن طريق كلمة الله، يحرك ضمير الإنسان فيقوده للتوبة والسير في الطريق الصحيح. ولكن عندما نخلط كلمة الله بأقوال الناس نؤثِّر على ضمائرنا في الاتجاه المعاكس، ولذلك قال الكتاب في 1تيموثاوس 4: 1 ،2 «يرتد قوم عن الإيمان، تابعين أرواحاً مُضِلة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة، موسومة (مكوية بالنار) ضمائرهم».
ماذا يجب علينا أن نفعل؟
1- التقدير الصحيح لكلمة الله: لقد قال الرسول بطرس للرب «يا رب إلى من نذهب؟ كلام الحياة الأبدية عندك» (يوحنا 6: 68). والمرنم في مزمور 119: 72 يقول «شريعة فمك خيرٌ لي من ألوف ذهب وفضة».
2- الدراسة والفهم العميق لكلمة الله: ليس فقط القراءة السطحية أو الاكتفاء بسماع الكلمة، بل دراستها والتعمق فيها. «أكثر من كل معلّميَّ تعقّلت لأن شهاداتك هي لهجي . أكثر من الشيوخ فَطِنت لأني حفظت وصياك» (مزمور 119: 99 ،100).
3- طاعة كلمة الله والسير بموجبها: إن الكلمة إذ تأخذ مكانها الصحيح في حياتي اليومية تمكّنني من التمييز بين الخير والشر. «أما الطعام القوي فللبالغين، الذين بسبب التمرُّن قد صارت لهم الحواس مدرَّبة على التمييز بين الخير والشر» (عبرانيين 5: 14).
4- فحص واختبار كل ما نسمعه عن طريق مقارنته بكلمة الله: مكتوب «امتحنوا كل شيء تمسكوا بالحسن» (1تسالونيكي 5: 21)، وقيل عن أناس أفاضل «فاحصين الكتب كل يوم: هل هذه الأمور هكذا؟» (أعمال 71: 11).
5-عدم الدخول في شركة أو علاقة مع المعلمين المخالفين لكلمة الله: يقول الكتاب بكل وضوح «إن كان أحد يأتيكم ولا يجيء بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت ولا تقولوا له سلام» (2يوحنا 10). الآن ماذا عنك أيها الشاب؟ أما آن الأوان لفصل الحنطة عن التبن؟ ولتكن كلمة الله وحدها هي أساس حياتك؟