رسالة تيموثاوس الأولى

  ظروف كتابة الرسالة
زار الرسول بولس أفسس مرتين، وخدم فيها أكثر من أي كنيسة أخرى حوالي 3 سنوات كما جاء في أعمال20.  وفي طريق ذهابه إلى أورشليم استدعى من ميليتس قسوس كنيسة أفسس، وخاطَبهم خطاباً رائعاً يدل على اهتمامه البالغ بهذه الكنيسة، وفيه حذرهم من ذئاب خاطفة لا تُشفق على الرعية ستدخل بينهم، كما حذرهم من أنفسهم إذ سيقوم منهم رجال يتكلمون بأمور ملتوية.  وبعد ذهابه لأورشليم وإلقاء القبض عليه وسجنه في روما، كتب لهم من هناك أعظم رسائل العهد الجديد من جهة فكر الله نحو الكنيسة كجسد المسيح وأيضاً كمسكن لله على الأرض.  وبعد خروجه من السجن ذهب إليهم ليطمئن عليهم، وهناك للأسف يبدو أنه رأى بعينيه ما سبق وحذرهم منه، إذ بدأت الذئاب تدخل بينهم، وبدأ منهم مَنْ يتكلم بأمور ملتوية.  وإذ كان لابد له أن يتركههم ويذهب إلى مكدونية (1: 3) ترك تيموثاوس هناك، وطلب منه أن يمكث فيها لحماية الكنيسة والتعليم من هؤلاء وأولئك.  وبعد ذهابه، أرسل - ربما من مكدونية - هذه الرسالة، فيها يؤكد لتيموثاوس أهمية التكليف الذي كُلِّف به، ويشرح له أبعاده.

موضوع الرسالة
في رسالته لأفسس أوضح الرسول أن الكنيسة هى مسكن لله في الروح.  وفي هذه الرسالة يشرح لتيموثاوس، المُقيم في أفسس، ترتيب الله لهذا المسكن في فترة وجودها على الأرض.  ويمكن القول أن موضوع الرسالة يتلخص في هذه العبارة «ولكن إن كنت أبطئ، فلكي تعلم كيف يجب أن تتصرف في بيت الله، الذي هو كنيسة الله الحي، عمود الحق وقاعدته» (3: 15).

الغرض من الرسالة
كنيسة الله على الأرض هى عمود الحق وقاعدته بمعنى أنها هي التي تشهد للحق وتذيعه، تدعمه وتسنده. وعندما يغيب الترتيب، تتشوه الشهادة، وهنا تبرز أهمية دور القادة وعملهم داخل الكنيسة لكي تحتفظ الكنيسة بشهادة ناجحة ومؤثرة تُفرح قلب الله وتؤثر في العالم.

محتويات الرسالة
في الأصحاح الأول يشرح الرسول لتيموثاوس غرض تركه في أفسس، ويذكِّره بالدفاع عن الحق المسيحي ضد المعلمين الكذبة. وفي الأصحاح الثاني والثالث، يشرح لتيموثاوس فكر الله من جهة ترتيب بيته؛ فبيته هو بيت الصلاة وبه تليق القداسة، لذا يشرح كيف ينبغي أن يكون وضع الرجال في الصلاة العامة، وكيف ينبغي أن يكون وضع النساء في مظهرهن العام.

وفي الأصحاح الثالث، يُرينا ترتيب الله.  فمن جهة الوظائف في بيته، لابد من توافر الأساقفة والشمامسة.  والأساقفة هم المسئولون عن الاهتمام الروحي بأفراد الكنيسة، والشمامسة مهتمون بمختلف أنواع الخدمات التي تحتاجها الكنيسة، ولا سيما المادية.  ويشرح الرسول أهمية وجود هاتين الوظيفتين، والسمات العامة لمن يشغلونها. في الأصحاحات 4-6، يشرح الرسول لتيموثاوس كيف يتصرف كخادم إزاء مختلف القضايا ومختلف الفئات.  فيُريه كيف يتصرف، كخادم صالح ليسوع المسيح، أمام التعاليم الكاذبة، وأهمية ملاحظته لسلوكه الشخصي من كل النواحي ليكون قدوة لمن يخدمهم.  ثم يشرح له كيفية التعامل مع الشيوخ والأحداث والأرامل، الشيوخ الذين يخدمون، العبيد، الأغنياء.  ثم يوجِّه له طلبة شخصية أخيرة يؤكد فيها أهمية التكليف الذي كلفه به.

أرقام
الرسالة كُتبت تقريباً من مكدونية حوالي سنة 64 ميلادية، وهى تحوي ستة أصحاحات يمكن قراءتها في حوالي 20 دقيقة، وتُعتبر بحق دليل الكنيسة والخادم.

أقسام الرسالة

يمكن وضعها في الجدول الآتي:

ص1
(1: 1-17)
(1: 18- 20  )
1- التكليف
   مقدمة توضيحية عن غرض التكليف وسببه
   نص التكليف
 ص2 ،3
2
(2: 1-8)
(2: 9-15)
3
(3: 1-7)
(3: 8-14)
 2- السلوك الصحيح للكنيسة
      أ) من جهة الترتيب الكنسي
الرجال والصلاة العامة
النساء والمظهر العام
      ب) من جهة الوظائف الكنسية
صفات الأسقف
صفات الشماس
 ص4-6
4
(4: 1-11)
(4: 12-16)
5 ،6
(5: 1 ،2)
(5: 3-16)
(5: 17-25)
(6: 1-8)
(6: 9-19)
  3- السلوك الصحيح للخادم
      أ) من جهة الكنيسة ككل
خادم صالح من جهة التعليم الصحيح
خادم صالح من جهة السلوك الصحيح قدوة
      ب) من جهة فئات مختلفة
الشيوخ والحدثات
الأرامل
الشيوخ الخادمين
العبيد
الأغنياء
 6: 02 ،12
 4- تأكيد التكليف

       
كلمات هامة في رسالتي تيموثاوس الأولى والثانية

الإيمان وهو مُجمل الحق المسيحي:
12مرة (1تي1: 19؛ 3: 9 ،13؛ 4: 1 ،6؛ 5: 8؛ 6: 10 ،12 ،21؛ 2تي3: 8 ،15؛ 4: 7).

التعليم وهو مُجمل الحق المسيحي من الناحية التعليمية:
7 مرات (1تي1: 10؛ 4: 6 ،13 ،16؛ 6: 1 ،3؛ 2تي3: 10).
التقوى وهى مُجمل الحق المسيحي من الناحية السلوكية:
10 مرات (1تي2: 2 ،10؛ 3: 16؛ 4: 7 ،8؛ 6: 3 ،5 ،6 ،11؛ 2تي3: 5).