فينحاس هو أحد الرجال الأتقياء الأمناء من بني إسرائيل، من سبط لاوي، وهو ابن ألعازار بن هارون الكاهن (خروج 6: 25). ولقد تميّز فينحاس عن بقية الناس بسبع صفات مباركة وعظيمة جداً، يا ليتها تتوفر في كل واحد منا:-
1 - فينحاس وغيرته لمجد الله: لقد أقام بنو إسرائيل في شطيم، وابتدأ الشعب يزنون مع بنات موآب، فدعين الشعب إلى ذبائح آلهتهن، فأكل الشعب وسجدوا لآلهتهن، وتعلّق إسرائيل ببعل فغور هذا الإله الوثني (عدد25). فحمى غضب الرب على شعبه، فانتشر الوباء وسط الشعب ومات 24 ألفاً. ولكن في هذا الوقت العصيب جاء رجل مستهزئ شرير من بني إسرائيل وقدَّم إلى إخوته، وهم باكون، امرأة مديانية شريرة، فلم يحتمل فينحاس، هذا التصرف المُشين والمُهين لاسم الرب، فامتلأ غيرة لمجد الله، وقام من وسط الجماعة، وأخذ رمحاً بيده، ودخل وراء الرجل الإسرائيلي إلى القبة، وطعن كليهما: الرجل الإسرائيلي والمرأة في بطنها فامتنع الوباء عن إسرائيل. ليتنا نمتلئ غيرة لمجد الله وندافع عن حق الله دائماً ولا نضع اعتبارات للبشر.
2 - فينحاس وتمسكه بكلمة الله: عندما قتل فينحاس الرجل الإسرائيلي والمرأة المديانية، كان بذلك ينفذ وصية الرب الذي قال إن الأجنبي الذي يقترب من مسكن الشهادة يُقتل (عدد 1: 51). ليساعدنا الرب حتى ننفذ وصاياه ونتمسك بكلمته (مزمور 119: 11).
3 - فينحاس رجل السلام:
عندما بنى بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى في شرق نهر الأردن مذبحاً عظيم المنظر وسمع بنو إسرائيل، اجتمعت كل الجماعة لكي يصعدوا إليهم للحرب، ولكن قبل الحرب أرسلوا إليهم فينحاس وعشرة رؤساء معهم، وسألوهم عن سبب بناء هذا المذبح المنظر، هل هو خيانة للرب وتمرد عليه، أم ماذا؟ كانت أجابة السبطين والنصف أنهم لم يبنوا المذبح للمحرقة ولا للذبيحة، بل ليكون شاهداً أمام أبنائهم وأبناء بني إسرائيل أن لهم نصيباً في الرب، وأن الرب هو إلههم، فحسن الأمر في أعين بني إسرائيل، وبارك بنو إسرائيل الله ولم يصعدوا للحرب (يشوع22).
لذلك كان فينحاس رسول سلام بين بني إسرائيل والسبطين والنصف و«طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون» (متى 5: 9). ونتعلم من هذا أيضاً أنه قبل أن نصدر حكماً على شخص، يجب أن نذهب إليه ونسمع منه أولاً ونفحص الأمر جيداً ولا نستعجل في إصدار الأحكام.
4 - فينحاس رجل المهمات الصعبة: حين أراد الرب أن ينتقم شعبه من المديانيين، ذهب فينحاس بن ألعازار الكاهن مع بني إسرائيل للحرب، وكانت أمتعة القدس وأبواق الهتاف في يده (عدد 31: 6) وبالطبع فالحرب ليست سهلة، بل بها الكثير من المشقات والمخاطر، ولكن كان فينحاس رجل المهمات الصعبة الذي يحب الرب ويحتمل المشقات من أجل اسمه العظيم. ونحن كمؤمنين بالرب يجب أن نشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل متذكرين كلمات الرسول بولس لتيموثاوس «فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح» (2تيموثاوس 2: 3).
5 - فينحاس رجل الشركة: لقد كان فينحاس واقفاً أمام تابوت عهد الله (قضاة 20: 27 ،28)، من هذا نعرف أن فينحاس كان في شركة مستمرة مع الرب. أحبائي ليتنا نكون باستمرار في حضرة الرب وفي شركة معه ونجلس عند قدميه كثيراً فنتمتع بالنصيب الصالح الذي لن يُنزع منا.
6 - فينحاس الرجل الأمين:
كان فينحاس بن ألعازار أميناً للرب، لذلك كان رئيساً على القورحيين وهم يحرسون أبواب خيمة الاجتماع وكان الرب معه (1أخبار 9: 20). إن قول الرب لنا «كُن أميناً إلى الموت فسأعطيك إكليل الحياة» (رؤ 2: 10). ليعطينا الرب حياة الأمانة له في كل شيء.
7 - فينحاس والمكافأة:
لقد أكرم فينحاس الرب، لذلك أكرمه الرب كثيراً: فشهد عن غيرته قائلاً قد «غار غيرتي» (عدد 25: 11)، وشهد عن بره (مزمور 106: 30)، وأعطاه ميثاق سلام وميثاق كهنوت أبدي له ولنسله من بعده. نعم إن قول الرب «حاشا لي فإني أكرم الذين يكرمونني» (1صموئيل 2: 30).
لقد أعطى بنو إسرائيل لفينحاس تلاً مرتفعاً في جبل أفرايم سُميَ باسمه «جبعة فينحاس» (يشوع 42: 33) ولابد أن يُكافَئ أمام كرسي المسيح.
أحبائي .. ليتنا نتمثل بفينحاس بن ألعازار في غيرته لمجد الله، وفي تمسكه بالمكتوب، وأن نصنع سلام ولا نتسرع في إصدار الأحكام، ونشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل، وأن نكون في شركة قوية مع الرب، وأن نعيش أمناء له ولابد أن يكافئنا على كل عمل صُنع لمجد اسمه