الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان (الجمجمة)

  الجمجمة

هي الجزء العظمي المتكور من الرأس الذي يشتمل على المخ (أو الدماغ).  والجمجمة تبدو وكأنها مكونة من قطعة واحدة، لكنها في الحقيقة مركبة من العديد من القطع العظمية (22 قطعة).  والقطعة الوحيدة التي تتحرك في الجمجمة هي الفك السفلي.  ويوجد بالجمجمة ثلاث تجاويف من الأمام، في اثنين منها تستقر العينان، والثالثة يدخل منها الهواء من الأنف إلى الرئتين.  ومن أسفل الجمجمة يوجد فتحة لمرور النخاع أو الحبل الشوكي.

ولقد صمم الخالق العظيم الجمجمة لتحمي أهم جزء على الإطلاق في جسم الإنسان، أعني به المخ.  فعظام الجمجمة قوية، كما أنها مستديرة مثل الخوذة للحماية.  وهذا الخالق في حكمته جعل عظام الجمجمة العلوية الأربع للطفل حديث الولادة غير ملتحمة معاً، لتكون أكثر قدرة على تحمل الخبطات إذا ما وقع الطفل.  وعندما يبلغ الطفل سنتين، تلتحم تلك العظام معاً. 

 ولا يرد ذكر الجمجمة في الكتاب المقدس إلا بالارتباط بالملوك وموتهم.  فارتبط ذكر الجمجمة في العهد القديم بمقتل ملك شرير، وأيضاً بمقتل ملكة شريرة: الملك الشرير قتلته امرأة، والملكة الشريرة قتلها رجل.  ففي سفر القضاة 9 نقرأ عن امرأة قتلت ملكاً شريراً (هو أبيمالك بن جدعون)، بأن طرحت قطعة رحى على رأسه، فشجت جمجمته (ع53).  كما أن سفر الملوك الثاني 9 يحدثنا عن قائد يُدعى ياهو قتل ملكة شريرة، هي إيزابل امرأة أخآب الملك، بأن أمر بطرحها من الكوة التي كانت تتطلع منها، فماتت، وأكلت الكلاب لحمها، ولم يتبق من جسدها سوى الجمجمة والرجلين وكفي اليدين (ع35). وأما في العهد الجديد فيا للعجب إذ نقرأ عن الجمجمة بالارتباط بموت ملك الملوك، ربنا يسوع المسيح.  إنه الوحيد البار، لكنه مات لأجلي ولأجلك، وكان موته في بقعة غالية وعزيزة جداً علينا تسمى بالعبرية "جلجثا"، التي تعني بالعربية "جمجمة" (متى 27:  33؛ مرقس 15:  22؛ لوقا 23:  33؛ يوحنا 19: 17).

الحلق

موضع استساغة الطعام في المريء.  وقد تعني الحنك بصفة عامة..

وبينما يصف الكتاب المقدس حلق البشر الأشرار بالقول: «حلقهم قبر مفتوح» (مزمو 5: 9)، فإنه يصف حلق المسيح بالقول «حلقه حلاوة»(نشيد الأنشاد  5:  16).  والمقصود هنا الكلام النابع من هذا الحلق.  فما أمجد ربنا وحبيب قلوبنا!  الحنجرة وهي نفسها الحلق التي تحدَّثنا عنها الآن.  لكنها تشير بأكثر تحديد إلى العضو المسؤول عن الكلام.  وتقع الحنجرة في أعلا القصبة الهوائية. 

وعندما يمر الهواء على الحبال الصوتية التي في الحنجرة تصدر الأصوات المختلفة والكلام.  ويمكنك أن تشعر بذبذبات الحبال الصوتية، إذا وضعت يدك على رقبتك من الأمام (ما يسمى عند العامة بتفاحة آدم)، فإذا أصدرت أي صوت، ستشعر في نفس اللحظة بذبذبات هذه الحبال الصوتية التي ينتج عنها الصوت.

ويشار إلى الحنجرة بطريقة مجازية عندما يصف الكتاب المقدس كلام الأشرار الفاسد والقبيح بالقول: «حنجرتهم قبر مفتوح» (رومية 3: 31).  ولقد أثبت العلم أن هذا الكلام صحيح من الناحية العلمية بالإضافة إلى معناه المجازي، فيحتوي فم الإنسان الطبيعي على نحو 100 مليون جسيم سام.  وهي طبعا تتبعثر رذاذاً في الجو عند العطس.  ولهذا كان من اللائق أن يضع الإنسان يده (والأفضل أن يضع منديلاً) على فمه عند العطس، لكي يقلل ما أمكن من تلك السموم التي تلوث الجو المحيط بمجرد ما يفتح الإنسان فمه!

الذراع

هو الساعد، أو اليد من طرف المرفق (الكوع)، وحتى طرف الإصبع الأوسط. ونحن نقرأ في الكتاب المقدس عن «ذراع إنسان»، ونقرأ أيضاً عن «ذراع الملاك»، لكن أعظم من الجميع «ذراع الرب».

ذراع الإنسان تستخدم للتعبير عن قوة الإنسان ومقدرته.  وعندما يقول الكتاب إن الرب كسر ذراع فرعون، فهذا يعني أنه لاشى قوته (حزقيال 30:  12 ،42).  ونفس المعنى أيضاً نفهمه من القول: «سواعد الأشرار تنكسر» (مزمور37: 17).  

وأما ذراع الملاك فقد ورد في سفر الرؤيا كوحدة قياس.  والذراع (العادي) كوحدة قياس هو أشهر وحدات القياس المستعملة في العهد القديم.  فأطوال الفُلك أعطيت بالذراع، وكذلك أبعاد خيمة الاجتماع... الخ  وهو يساوي حوالي 50 سم.  وأما طول ذراع الملاك فهو يقيناً تعبير رمزي، كعادة كل سفر الرؤيا، ويدل على العظمة والكبر.

وأعظم الكل هو ذراع الرب.  فإذا أخذناها للدلالة على القوة، فلا نظير لقوته، وإذا أخذناها للدلالة على الطول فهي أيضا طويلة وتصل إلى أي مكان.  وتجتمع هاتين الفكرتين من قول النبي عن الرب، راعي الخراف العظيم، الذي «بذراعه يجمع الحملان، وفي حضنه يحملها» (إشعياء 40: 11).  وأيضاً في قول موسى عن الله في اهتمامه بقديسيه «الإله القديم ملجأ، والأذرع الأبدية من تحت» (تثنية 33: 27).