رسالة تيموثاوس الثانية الثانية
رسالة تيموثاوس االثانية
نبذة تاريخية
بعد ما كتب الرسول رسالته الأولى لتيموثاوس من كورنثوس، تركها وذهب إلى كريت حيث قضى بعض الوقت مع تيطس، ثم تركه عائداً إلى كورنثوس. ومن هناك كتب رسالته إلى تيطس. ثم ترك كورنثوس قاصداً الذهاب إلى نيكوبوليس (غرب اليونان). وفي طريقه مر على ترواس، وهناك، في بيت أخ اسمه كاربس، تم القبض عليه من قِبَل الإمبرطورية الرومانية الغاشمة الآثمة. وتم ترحيله على وجه السرعة، حتى أنه لم يستطع أن يجمع حاجياته ككتبه، ولا حتى مكّنوه من ارتداء رداءه. ثم أُلقي في أحد سجون روما الباردة المجهولة. من هذا السجن القاسي والمختلف من كل الأوجه عن سجنه السابق، كتب بولس هذه الرسالة وهو يعلم أن وقت موته لأجل الرب قد اقترب جداً، وطلب فيها من تيموثاوس أن يذهب إليه سريعاً قبل الشتاء. لكن يقال أن رأسه قُطِعت بالسيف في يونية من نفس العام، ولم يَرَهُ تيموثاوس.
موضوع الرسالة
أمانة المؤمن الفرد للرب ولكلمته في أيام عدم الأمانة والارتداد.
غرض الرسالة
* بولس، إذ يستعرض دائرة الخدمة والشهادة للرب التي أنفق فيها حياته، يروِّعه كمُّ الأخطار المحدقة بها. فبالإضافة للاضطهاد القاسي والظالم من الإمبراطورية، كان هناك ماهو أشد وطأة على نفس الرسول، ألا وهو الخطر الآتي من الداخل، والذي يتمثل في أمرين:
1- زيادة عدد المعلمين الكذبة، وانتشار تعاليمهم الفاسدة التي تقلب إيمان قوم وتضاد الحق الذي تسلَّمه بولس من الرب وسلَّمه لتيموثاوس.
2- انخفاض مستوى التقوى والأمانة عند المسيحيين، وانتشار حالة من اللامبالاة والتراخي، مما أدى إلى قبول التعاليم الفاسدة وانتشارها كغنغرينا في الجسد. 7 كل هذا وبولس حبيس زنزانته في سجن مجهول، لا يستطيع أن يفعل كما كان يفعل في الماضي، فيجرِّد حسامه ويجول ويصول مدافعاً عن الإيمان، منهِضاً ومشجِّعاً المؤمنين على الأمانة للرب والتمسك بكلمته وعلى رفض كل تعليم غريب والانفصال عن كل شر عملي. لذا كتب هذه الرسالة على وجه السرعة، سكب فيها كل ما يخاف منه وما يرغب فيه، وحمَّل المسئولية لابنه المحبوب إلى قلبه، لكي يفعل كل ما لا يستطيع هو أن يفعله الآن. بل أراد أن يأتي تيموثاوس إليه لكي يبثه هذه المشاعر فماً لفم، إلا أنه استُشهد قبل أن يصل إليه تيموثاوس.
محتويات الرسالة
الرسالة تتكون من أربعة أصحاحات. والكلمة المفتاحية فيها «لا تخجل».
ص1- لا تخجل بالرب ولا بكلمته ولا بخدامه المضطَهَدين.
ص2 ، 3- كيف يكون الخادم عاملاً لا يخجل (يخزى) في أيام الإرتداد.
ص4- الرب لن يخزينا في مواقفنا الصعبة. بل سيقف معنا.
ويمكننا وضعها بأكثر تفصيل كالآتي:
ص1: الأمانة للرب ولكلمته ولخدامه:
ع1-5 : بولس وتيموثاوس: علاقة وطيدة.
ع6-14 : لماذا ينبغي حتى للخجول ألا يخجل بشهادة ربنا.
ع15- 18 : مؤمنو أسيا: مجموع يُحزِن، و لكن، أنسيفوروس: فرد يعزّي.
ص2: الأمانة في الخدمة:
ع1-7 : تشبيهات للخادم الأمين
ضعيف يتقوى (ع1)
وكيل أمين (ع2)
جندي صلب (ع3 ،4)
رياضي ملتزم (ع5)
فلاح صبور (ع6)
تلميذ مجتهد (ع7)
ع8-15: أساسيات ليظل الخادم أمين:
تذكُّر يسوع المسيح (ع8)
الشجاعة (ع9)
الصبر (ع10-12)
الاجتهاد والأمانة في الدرس (ع13-15)
ع16-19 : تشجيعات للخادم الأمين (ثبات أساس الله)
ع25-26 : تحريضات للخادم الأمين (الانفصال)
ص3: الأمانة للرب ولكلمته رغم الإرتداد
ع1-9 : وصف دقيق لحالة المسيحية في زمن الارتداد
ع10-17 : ما يحفظ الأمين رغم الارتداد:
1- لست وحدك بل هناك أمناء آخرون قدوة لنا: بولس كقدوة (ع10-14).
2- كلمة الله تكفي في أيام الظلام (ع15-17)
ص4: أمانة الرب مع خدامه:
ع1-5 : ظهور المسيح ودينوناته وملكوته سيضع كل شيء في نصابه
ع6-8 : المكافأة للخادم الأمين حقيقة أكيدة
ع9-22 : تشجيعات الرب للأمين فعلها أكيد:
وفيها نرى بولس كإنسان له احتياجات وآلام. لكن تشجيعات الرب الذي وقف معه تجعله دائماً رافعاً الرأس.
تواريخ وأرقام
كتبت سنة 67م. أو 68م.. وبولس استشهد بعد كتابتها بشهور قليلة الرسالة تتكون من 4 أصحاحات. 83 عدد ويمكن قراءتها في 10 دقائق.