عجيبة هى أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً (مزمور139: 14)
يبدأ الكتاب المقدس بهذه الكلمات الافتتاحية: «في البدء خلق الله السماوات والأرض» (تكوين 1: 1). وبهذا يوجِّه الأنظار إلى أن كل ما نراه حولنا، لم يحدث صدفة، بل أن هناك إلهاً عظيماً حكيماً وقديراً هو الذي «قال فكان، هو أمر فصار» (مزمور33: 9). ولذلك كلّما تأملنا في الخليقة، زاد إدراكنا لعظمته وقدرته، بل لحكمته ودقته؛ فنهتف مع المرنم: «ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمة صنعت. ملآنة الأرض من غناك. هذا البحر الواسع الأطراف هناك دبابات بلا عدد صغار حيوان مع كبار» (مزمور104: 24 ،25).
ومن الجهة الأخرى ليس للإنسان عذر في عدم إدراك وجود الله والتمتع بالعلاقة معه. كتب الرسول بولس في رومية1: 19 ،20 «معرفة الله ظاهرة فيهم، لأن الله أظهرها لهم، لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مُدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى أنهم بلا عذر». وهكذا يصدق قول الكتاب عن كل من لا يُقِرّ بوجود الله «قال الجاهل في قلبه ليس إله» (مزمور14: 1).
ولا ننسى أيضاً أن الرب يسوع وجّه أنظار تلاميذه، عندما كان على الأرض، للتأمل في الطبيعة والتعلم منها، فمثلاً نسمعه يقول «انظروا إلى طيور السماء .. تأملوا زنابق الحقل» (متى 6: 26 ،27). وفي بابنا هذا سوف نستعرض معاً بعضاً من غرائب وعجائب الله في خليقته. فإلى لقاء.