إذا قالوا لي: ما اسمه؟ فماذا اقول لهم؟
هذه بعض أسئلة، وردت في الكتاب المقدس، وجّهها بعض الأشخاص لله مباشرة. دعونا نرى ماذا كانت الإجابة...
إذا قالوا لي:
ما اسمه؟
فماذا أقول لهم؟
كان موسى النبي يرعى الغنم في صحراء سيناء على جبل حوريب، وفجأة رأى شجرة العُلَّيقة تتقد فيها النار ولا تحترق. فاقترب لينظر هذا المنظر الغريب العظيم. وعندما اقترب سمع صوت الله يناديه «موسى موسى»، وهناك كلَّفه الله بالذهاب إلى مصر لإخراج شعبه من العبودية. وبعد حديث قصير سأل موسى هذا السؤال «إذا قالوا لي: ما اسمه، فماذا أقول لهم؟»، فأجابه الله قائلاً «أهيه الذي أهيه.. يهوه إله آبائكم.. أرسلني إليكم هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذِكري إلى دور فدور» (خروج3: 1-15).
هل تأملت في هذا الاسم الذي أطلقه الله على نفسه؟ دعونا ندرس ببعض التفصيل ما يحويه هذا الاسم من معانٍ عظيمة.
«أهيه» تعني «أنا هو» أو الكائن دائماً. ومثله أيضاً الاسم العبري «يهوه» والذي استُبدل بعد ذلك بكلمة «الرب» في الترجمة اليونانية للعهد القديم والمعروفة بالترجمة السبعينية في القرن الثالث قبل الميلاد. لكن هل فكرت في ما يريد الله أن يعلنه عن نفسه من هذا الاسم الذي اختاره؟
1- سرمديته: أي أنه هو الأول والآخر. وهذا ما يعلنه بوضوح على لسان النبي إشعياء «أنا هو، قبلي لم يصوَّر إله وبعدي لا يكون» (إشعياء43: 10). ثم يأتي الرب يسوع على الأرض مؤكِّداً نفس الحقيقة، وأيضاً مؤكِّداً حقيقة كونه الله المتجسد، فيستخدم نفس الاسم عندما أجاب على اليهود في يوحنا 8: 58 قائلاً «الحق الحق أقول لكم: قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن». ثم في ختام الكتاب المقدس يقول «أنا الألف والياء، البداية والنهاية، الأول والآخر» (رؤيا22: 13).
2- عدم تغيره: إن كل شيء حولنا يتغير مع الزمن، حتى نحن أنفسنا نتغير، فما كنا عليه منذ بضعة سنوات قد تغير تماماً اليوم. لكن هنا يريد الله أن يؤكِّد لموسى، ولنا أيضاً، أنه الوحيد الذي لا يتغير أبداً، فهو ثابت في شخصه وصفاته ومواعيده. وحتى عندما نتغيَّر نحن فهو يبقي ثابتاً في كل شيء ويؤكد ذلك بوضوح في ملاخي3: 6 قائلاً «لأني أنا الرب لا أتغير فأنتم يا بني يعقوب لم تفنوا»، ثم يكتب لنا يعقوب الرسول عنه أنه «ليس عنده تغيير ولا ظل دوران» (يعقوب1: 17).
3- تواجده قريباً من الإنسان: يظن البعض أن الله بعيد عن الإنسان، لكنه هنا يؤكد ارتباطه الوثيق بخليقته، ويكتب لنا إشعياء النبي46: 4 «إلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمل»، ثم يأتي الرب يسوع ليؤكد نفس هذه الحقيقة بعد القيامة من الأموات بالقول «وها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر» (متى28: 20).
هذا بعض من معالم هذا الاسم العظيم، فهل تشرَّفت بمعرفته شخصياً؟ هل لديك الإجابة الصحيحة النابعة من اختبار شخصي لكل من يسألك عن إلهك الذي تعبده؟ وللحديث بقية.