الاسم: فادي رأفت لويس. السن:18 سنة. السنة الدراسية: الفرقة الثانية، كلية الطب جامعة عين شمس.
الجميع تمنوا له درجات النجاح في بعض المواد على أوفر تقدير، نظراً لأنه اجتاز الامتحانات وهو في حالة صحية متدهورة؛ لكنه فاجأ الجميع بالحصول على تقدير "امتياز". على أن النجاح الأعظم ظهر في حياته العملية إذ تغيرت إلى الأفضل. اقتربت إليه، وأجريت معه هذا الحوار لأعرف سر التفوق.
* فادي، أعرف أنك كنت من أوائل الجمهورية في الثانوية العامة، فما سر هذا التفوق في رأيك؟
** لقد أكرمني الرب بمجموع 98.5% في الثانوية العامة، وطول سنين الدراسة في الابتدائي والثانوي كنت من الثلاثة الأوائل على المدرسة وترتيب على مستوى المنطقة التعليمية، والفضل كله يرجع للرب يسوع وليس للذكاء أو الاجتهاد، بالرغم من أن الذكاء منه، والاجتهاد بمعونته أيضاً. وهذا ما تعلمته جيداً في العام الماضي بالذات.
* ماذا حدث في العام الماضي؟
** تعلمت فعلاً أنه ليس بالذكاء والاجتهاد وحدهما يتفوق الإنسان، ولكن مرات كثيرة يكون الأمر محتاجاً إلى تدخل إلهي، وهذا ما اختبرته في العام الماضي.
* كيف؟
** قبل العام الماضي كنت أظن أن الله يستخدم إمكانياتي وذكائي في التفوق. لم يكن هذا غروراً بقدر ما هو نقص في اختبار الاتكال الكلي على الرب. أما العام الماضي، ففي الشهر الأخير، شهر الامتحانات النهائية، أُصِبت بالتهاب كبدي وبائي فيروسB، ومن المعروف أنه من الأمراض المرهقة التي تدمِّر القدرة على التركيز طوال فترة نشاط المرض الذي يحتاج لراحة تامة ذهنياً وبدنياً، وأثبتت التحاليل أن حالتي كانت متأخرة جداً. ورغم كل محاولاتي لتأجيل الامتحان، إلا أنني فشلت في ذلك. وأتذكَّر أن الوقت بين الامتحان والآخر كان يُقضى بين التحاليل في المستشفى والنوم الطويل بسبب المرض. وأعترف لك أن قبل كل امتحان كان يصيبني خوف شديد ولكن كانت آية شعاري دائماً هي «أما منتظرو الرب (وليس منتظرو قدرتهم الذاتية) فيجددون قوة. يرفعون أجنحة كالنسور. يَركضون ولا يتعبون. يمشون ولا يُعْيُون» (إشعياء 40: 31).
* وكيف استطعت أن تواصل الامتحانات بهذه الحالة المرضية المتأخرة؟
** شكراً للرب، فقبل كل امتحان أحياناً كنت أبكي كثيراً في إعياء ذهني وبدني، لكن في الامتحان كنت بصدق ألمس حضور الرب. وكمثال، في امتحان علم الأنسجة Histology كنت لم أذاكر أكثر من 40 صفحة بسبب المرض، ولم أستطع ليلة الامتحان أن أذاكر إلا جزءاً بسيطاً جداً، ورغم تأكيد الأساتذة طوال العام على أهمية كل المنهج، إلا أن الامتحان جاء في هذا الجزء فقط، ولست أجد تفسيراً لهذا سوى أمانة الرب وعنايته.
* وماذا كان موقف البيت في هذه الفترة العصيبة؟
** هذا الموقف جمع كل القلوب في البيت حول الرب، كنا نتذلل كلنا أنا وبابا وماما وأخي الأصغر كل يوم في الصلاة، وكانوا هم يصومون في كثير من المرات، وهذا أعطانا اتكالاً أكثر عليه.
* وماذا كانت النتيجة آخر العام؟
** أشكر الرب، حصلت على تقدير "امتياز"، وكنت من الأوائل على مستوى 1500 طالب في الفرقة الأولى.
* هل أثّرت هذه النتيجة على حياتك بعد ذلك؟
** بكل تأكيد، عرفت أنه ليس بالذكاء وحده يتفوق الإنسان، ولم تَعُد المذاكرة هي هدفي الأول والأوحد فالرب هو الهدف، وأنا أسعى نحو الهدف (فيلبي 3: 14). وأواظب على حضور الاجتماعات الروحية، وعلى الخدمة في مدارس الأحد، وزادت الشركة مع المؤمنين في الاجتماع ولا سيما أنني لن أنسى مشاركتهم لي في الصلاة والسؤال والتشجيع إلى أن أعطاني الرب الشفاء التام والنجاح.
* ماذا تريد أن تقول أخيراً للقراء؟
** «توكل على الرب بكل قلبك، وعلى فهمك لا تعتمد. في كل طرقك اعرفه، وهو يقوِّم سبلك» (أمثال 3: 5 ،6).