رسالة العبرانيين

المُرسَل إليهم:

إن مفتاح فهم هذه الرسالة يكمن في تحديد هوية هؤلاء الذين أُرسلت إليهم.  ومن القراءة المتأنية، يمكننا استنتاج الآتي: -

1- هم عبرانيون (يهود) يعتزون باآباء (1: 1)، والقدماء (11: 2)، ولهم دراية كبيرة بشرائع الناموس وطقوسه (ص9 ،10)، بل وبالأحداث التاريخية التي حدثت في العهد القديم (انظر مثلاً:  ص4 ،5 ،7 ،9 ، 10 ،11 ،12)، وهم على دراية تامة بأقوال الآباء (انظر مثلاً 4: 7؛ 8: 8-12؛ 10: 15؛ 12: 25).

2- وصلتهم بشارة الإنجيل (4: 2)، وقبلوا المسيح واعترفوا به (3: 1؛ 4: 14).

3- بعضهم آمن بالمسيح إيماناً حقيقياً (6: 9-12؛ 10: 39).

4- وبعضهم لم يكن إيمانه حقيقياً بل مجرد انتماء وكان قلبه شرير ومعرض للارتداد لليهودية مرة أخرى (3: 12؛ 10: 38 ،39؛ 12: 25).

المُرسِل:

مع أنه لم يذكر اسمه، إلا أنه، من القرن الثاني الميلادي وإلى الآن، يؤكِّد أفاضل الشراح أن كاتب هذه الرسالة هو بولس الرسول.  والرسالة مملوءة بالأدلة الداخلية على ذلك.

سبب كتابتها

من سفر الأعمال نفهم أن المسيحية بدأت أولاً وسط اليهود، وقد قبلها عشرات الآلاف منهم، وكان جمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان (أع6: 7)، وأيضاً من مذهب الفريسيين آمنوا (أع15: 5).  بل في نهاية سفر الأعمال قيل لبولس «أنت ترى أيها الأخ كم يوجد ربوة (عشرة آلاف) من اليهود الذين آمنوا، وهم جميعاً غيورون للناموس» (أعمال21: 20).  ويبدو أن هؤلاء هم الذين لم يكن إيمانهم بالمسيح حقيقياً، لقد قبلوه قبولاً سطحياً، وكان انتماؤهم له مجرد انتماء ديني، قبلوه نتيجة تذوقهم لكلمة الله الصالحة التي كانت تجري بقوة من أفواه الرسل، ونتيجة لرؤية القوات العظيمة التي كانت تُجرى على أيديهم، وأيضاً لاقتناعهم أن المسيح سيعود بسرعة ليؤسس ملكوته.  إلا أنهم بسبب الاضطهادات الشديدة التي تعرضوا لها (10: 32-34) وأيضاً لعدم عودة المسيح بسرعة، ارتد بعضهم إلى اليهودية (6: 4-8؛ 10: 26-29)، والبعض الآخر فكر في الارتداد.  أما المؤمنون الحقيقيون، فبالطبع لم يرتدوا، إلا أنهم تزعزعوا وارتخت أيديهم وتخلعت ركبهم (12: 12).

غرض الرسالة:

ليشجع ويشدد المؤمنين الحقيقيين على الجهاد (12: 1).  وليحذر المعترفين من خطورة الارتداد (12: 25).  

موضوع الرسالة:

وصل الرسول إلى غرضه من خلال إظهار أفضلية المسيحية عن اليهودية (13 مرة كلمة «أفضل»)، وذلك ليس بالإقلال من اليهودية، بل بإظهارعظمة وكمال المسيحية والتي تنبع من عظمة المسيح في شخصه وفي عمله.  ليقول للمؤمنين الحقيقيين إنهم إن كانوا قد خسروا شيئاً بتركهم اليهودية، فقد ربحوا كل شيء في المسيحية (انظر مثلاً:  4: 14؛ 6: 19؛ 8: 1؛ 10: 34؛ 13: 10 ،14).  ولم يفته في الطريق أن يحذر المرتدين.

أقسام الرسالة

1) المسيح هو الطريق الحديث الحي الأفضل      ص1-7

أ) يسوع ابن الله أفضل من الملائكة                 ص1  

ب) يسوع ابن الإنسان أفضل من الملائكة         ص2  

ج) يسوع الرسول أفضل من موسى               ص3  

د) يسوع القائد أفضل من يشوع                    ص4: 1-13  

هـ) يسوع الكاهن أفضل من هارون               ص4: 14- ص7

2) عمل المسيح والعهد الجديد أفضل             ص8 - ص10: 18

 أ) أسّس عهداً جديداً على مواعيد أفضل         ص8: 6- 13  

ب) فتح أقداساً أفضل                                ص9: 1-14  

ج) قدم ذبيحة أفضل                                ص9: 15-28  

د) حقق بركات أفضل                              ص10: 1-18

3) الإيمان هو الاستجابة الوحيدة للأفضل      ص10: 19 - ص13  

أ) للتمتع بالبركات الروحية                       ص10: 19-39  

ب) تبرهن أنه هكذا دائماً                         ص11  

ج) يقدر أن يتحمل وهو ينظر للمسيح          ص12: 1-13

 د) يظهر نفسه في القداسة العملية              ص12: 14 - ص13: 21

4) تحذيرات  

أ) التحذير من خطية الإهمال                     ص2: 1-4  

ب) التحذير من خطية عدم الإيمان             ص3: 7 - ص4: 13

 ج) التحذير من خطية الارتداد                 ص5: 7 - ص6: 20  

د) التحذير من الخطية العمد                   ص10: 26-39  

هـ) التحذير من خطية اللامبالاة              ص12: 16-28

تواريخ وأرقام

* كُتبت هذه الرسالة سنة 64م تقريباً من إيطاليا على يد تيموثاوس.

* تحوى 13 أصحاحاً، 303 عدداً، ويمكن قراءتها في حوالي 53 دقيقة.  

* تتميز بتكرار كلمات معينة تعطي فكرة عن مضمونها، نذكر بعضها: 

«أفضل» 13مرة

«أبدي» أو «إلى الأبد» 14مرة

«الكمال» (الفعل والصفة) 11مرة

«سماوي»  15مرة

«جلس» 4مرات

«مرة واحدة» 7مرات