الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان(الصدر، العصب، العظام)
الصدر:
الصدر هو ما دون العنق إلى فضاء الجوف. وهذا الجزء من الجسم في منتهى الأهمية لأنه يحتوي على العديد من الأعضاء ذات الأهمية القصوى للإنسان، في مقدمتها القلب والرئتان. ولهذا كان الجنود يحمون صدورهم بالدروع الحديدية. وإلى الآن هناك أشخاص مستهدفون، كرؤساء الدول مثلاً، يلبسون أحياناً دروعاً حديدية تحمي صدورهم من الأسلحة النارية.
ونظراً لأن القلب موجود في الصدر فاعتبر الصدر رمزاً للعواطف. فيقال عن يوحنا الرسول إنه اتكأ على صدر المسيح في العشاء الأخير، وذلك لأنه هو «التلميذ الذي كان يسوع يحبه» (يوحنا 21: 20؛ 13: 23).
وفي الكتاب المقدس يعتبر القرع على الصدر تعبيراً عن الحزن الشديد (لوقا 18: 13)
العصب:
وتسمى أيضا العضل. وهي الأوتار التي يسري فيها الحس والحركة من المخ إلى سائر البدن، وعدد عضلات جسم الإنسان يزيد على 650 عضلة (أيوب 10:11؛ حزقيال37: 6-10).
وجسم الإنسان يحتوي على ثلاث أنواع من العضلات: عضلات إرادية، وعضلات لا إرادية، وعضلات القلب.
والعضلات الإرادية متصلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بعظم الإنسان وتعمل في ثنائية، عضلة للانقباض وأخرى للانفراج. وبذلك تنتج حركة الجسم. مثل المشي، أو بعض الأعمال الدقيقة مثل: إدخال الخيط في الإبرة..إلخ. وأما العضلات غير الإرادية فينتج عنها مثلاً حركة الطعام في الجهاز الهضمي، وكذلك الطلق في المرأة عند الولادة، وكذا ضخ الدم في الجهاز الدوري.. إلخ.
واستخدم استخداما مجازيا عندما صور الرب الشعب بأن عصب رقبتهم حديد، مما يدل على صلابة الرأي والعناد وعدم الخضوع (إشعياء48: 4).
العظم:
الهيكل العظمي هو الذي يعطي للجسم شكله المحدد، ويعطيه المقدرة على الوقوف منتصباً، وعلى الحركة المنتظمة. وبالتالي فله أهمية خاصة في الجسم. وهو يشبه في فائدته الكمرات التي تحمل الأسقف في المباني.
ملحوظه: العظم في جسم الإنسان أصلب من الخرسانة 4 مرات، كما أنه أقوى من الصلب، لكنها أخف في الوزن أيضاً 4 مرات.
وعندما يولد الطفل يكون في جسمه ما يزيد عن 300 عظمة. لكن الرجل البالغ في جسمه حوالي 206 عظمة فقط، حيث يختلف الأمر من إنسان إلى آخر!
ترى ما الذي حدث لباقي العظام؟ وأين ذهبت؟ عندما ينمو الإنسان فإن العديد من العظام الصغيرة تلتحم مع بعضها ليتكون منها عظمة كبيرة. وهذا طبعاً يعطي للجسم مزيداً من القوة والصلابة، لكنه يكون على حساب المرونة. فالمرونة مرتبطة بالطفل، بينما القوة مرتبطة بالبلوغ. والخالق الحكيم صمم جسم الطفل كذلك نظراً لتعرضه للكثير من الخبطات والوقوع. أما الرجل فجعل هيكله العظمي كذلك ليكون أكثر قدرة على تحمل المشاق. حقاً «ما أعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت» (مزمور104: 24).
ولعل أهم الإشارات إلى العظم في جسم الإنسان ما ورد بخصوص الرب يسوع المسيح. فعندما علّق فوق الصليب تمت فيه النبوة «انفصلت كل عظامي» (مزمور22:14). ويا لهول الآلام. فإن كان انتقال عظمة واحدة من مكانها يسبب آلاما فوق الاحتمال، فماذا كان عليه ربنا يسوع المسيح عندما مات هذه الميتة البشعة الرهيبة، موت الصليب! لكن هناك إشارة أخرى عن عظام المسيح وهو على الصليب أيضاً. فلقد تلقى العسكر الروماني تعليمات من الوالي بكسر سيقان المصلوبين لكي يرفعوا، وذلك بناء على طلب من رؤساء الكهنة.
وفعلاً أتى العسكر وكسروا سيقان المصلوبين مع المسيح، ولكنهم لم يكسروا ساقي المسيح لأنه كان قد سبق ومات. وكان هذا إتماماً دقيقاً وفي غاية العجب، لنبوة عن حفظ الرب لجميع عظام المسيح، لأنه هو الرجل التقي (مزمور34: 20). كما أن خروف الفصح لم يكن مصرحاً لأحد أن يكسر عظماً منه، وكان المسيح هو الفصح الحقيقي (خروج12: 46؛ 1كورنثوس5: 7).
وتستعمل العظام في الكتاب المقدس استخداما مجازيا للتعبير عن الجثة بعد موت الشخص على اعتبار أن اللحم يتحلل ويرجع إلى التراب ولا يبقى سوى العظام. (قارن تكوين 50: 25؛ حزقيال 37: 11).