“حريق هائل شب في شقة بواحدة من العمارات في شارع أم الأبطال بمدينة الإسماعيلية، طفل صغير نائم داخل الشقة التي تشتعل فيها النيران”.
كانت تلك هي تفاصيل البلاغ الذي تلقاه قسم شرطة النجدة بالإسماعيلية، وهرعت على أثره قوات الدفاع المدنى والحريق إلى الموقع محل البلاغ. وأرشد الجيران عن الشقة المقصودة، فاقتحموها، ليكتشفوا بأن حريقاً لم يشبّ بالمكان، وأن البلاغ لم يكن له أساس من الصحة.
وتبين من التحقيقات أن الجيران أبلغوا عن الحريق، بعد أن خرج عليهم طفل عمره 12 عاماً مستغيثاً بهم، وهو في حالة رعب شديد، ويصرخ: “انقذوا أخى الصغير من حريق بمسكننا، نجحت أنا في الفرار منه، ولكن باب الشقة أُغلق على أخي الصغير وسط النار”.
وبمناقشة الطفل، تَكَشَفَّت الحقيقة، حيث تبين أن الصغير، بعد أن طالع على شاشة التليفزيون مشاهد الدمار والحرائق في نيويورك، نام؛ فداهمه كابوس عن احتراق منزله، ثم استيقظ منه غير مدركٍ لِما هو حقيقي وما هو مجرد حلم، ففر هارباً من المنزل، وتذكر أن شقيقه الأصغر، لم يزل بالداخل، فسارع إلى الجيران مستنجداً بهم، فما كان منهم إلا أن أخطروا شرطة النجدة.
أصدقائي الأعزاء.. إن كان هذا مجرد بلاغ كاذب، فإن كلمة الله مليئة بالبلاغات الصادقة «لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم» (رومية1: 18).
وإليك بعضها:
بلاغ نوح: عندما «رأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض»، قال: «أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته... أُمطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة». وحفظ نوحاً كارزاً للبر، ولم يصدِّق رسالته سوى ثمانية أنفس فقط (هو واحد منها). وهلك كل العالم القديم بالطوفان (تكوين6 ،7).
بلاغ لوط: رأى الرب أيضاً أن خطية سدوم وعمورة قد عظمت جداً، حتى أن الملاكين اللذَين، أرسلهما الله إلى لوط، ودخلا بيته، جاء رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ وطلبوا من لوط أن يُخرجهما إليهم حتى يفعلوا الشر بهم، لقد اشتهرت سدوم بالشذوذ والشرور. وكان بلاغ لوط «اخرجوا من هذا المكان، لأن الرب مُهلك المدينة» (تكوين19: 14)، وللأسف كان كمازح في أعين أصهاره.
وأمطر الرب عليها كبريتاً وناراً، ولم ينجُ سوى أربعة، بل قل ثلاثة، لأن امرأة لوط نظرت إلى الوراء فصارت عمود ملح وهلكت.
بلاغ يونان: صار قول الرب إلى يونان قائلاً: «قم اذهب إلى نينوى المدينة العظيمة، ونادِ عليها». فقام يونان وذهب ونادى وقال: «بعد أربعين يوماً تنقلب نينوى» (يونان3). كانت رسالته قصيرة ومرعبة، لكن ما أعظم نتائجها، إذ تجاوب معها أهل نينوى، ورجع كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذي في أيديهم، وأشفق الله على نينوى وعفا عليها.
بلاغ المسيح: تعرض الجليليون لمذبحة إرهابية، إذ خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم، كما تعرضت أورشليم لكارثة طبيعية إذ سقط البرج في سلوام وقتل ثمانية عشر. وعندما أُخبِر المسيح بالخبرين أجاب: أ تظنون أن هؤلاء أو أولئك كانوا أكثر شراً من غيرهم؟ «كلا! أقول لكم: بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لوقا13: 3-5).
وهذا أبلغ وأصدق بيان من الرب الصادق والحنان.
أصدقائي الأعزاء.. في أورشليم حادثة، وفي الجليل كارثة، ورائحة الموت تفوح في كل مكان: في السيارة أو الطائرة، في العراق أو في فلسطين، في نيويورك أو في الفلبين..
فالسلام ليس بالمكان، بل بالإيمان. «فإذ قد تبررنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية5: 1). فهل حصلت على هذا السلام؟ وإن لم تكن قد حصلت عليه بعد فقُلّ لي: متى؟!
وتذكَّر بلاغ المسيح: «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون». إنه أصدق بلاغ!!