الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان
العقب
هو الكعب أو مؤخر القدم. وعظمة العقب في القدم هي أكبر عظامه.
ورغم أن هذا الجزء ليس من أجزاء الجسم الأكثر شهرة، إلا أننا نجده على الصفحات الأولى للكتاب المقدس، عندما جاءت النبوة عن المسيح أنه سيسحق رأس الحية (أي الشيطان)، وأن الشيطان سوف يسحق عقب المسيح (تكوين 3: 15). والمقصود هنا بعقب المسيح هو ناسوت المسيح.
وللعقب شهرة أيضاً لأن يعقوب بن إسحاق سمي كذلك لأنه وُلد ممسكاً بعقب أخيه عيسو، فاعتبر متعقباً له، وسمي يعقوب. ولقد تعقب أخاه مرتين فأخذ البكورية أولاً ثم أخذ البركة بعد ذلك، لكن الله غير اسمه بعد ذلك وجعله إسرائيل.
وأما يهوذا الإسخريوطي، ذلك التلميذ الخائن الذي أسلم المسيح لليهود، فقد تمت فيه نبوة الكتاب المقدس «الذي يأكل معي الخبز رفع علي عقبه» (يو13: 18؛ مز41: 9). وهي تعني أنه رفس المسيح. يا لخيبته وشقائه!
الفخذ
الجزء العلوي من الرِجل، ما فوق الركبة إلى الورك. وتعتبر عظام الفخذ أكبر وأقوى العظام في جسم الإنسان.
ومن أشهر مرات ورود الفخذ في الكتاب المقدس ما حدث مع يعقوب، عندما صارعه الملاك، وعند طلوع الفجر خلع الملاك حُق فخذ يعقوب، وهو مكان القوة التي كان يستند عليها يعقوب. وعندها صرخ يعقوب قائلاً للرب: «لا أطلقك إن لم تباركني» (تكوين32: 26). وباركه الرب هناك.
الفك
يكوِّن الفكان في الإنسان الهيكل الأساسي للفم، وفيه تنبت الأسنان. وعضلات فك الإنسان تعتبر أقوى عضلاته.
وكان الضرب على الفك يعتبر تحقيراً للشخص. وهو ما اختبره بعض الأتقياء في العهد القديم، مثل أيوب (أيوب 16: 10)؛ وميخا النبي (1ملوك 22: 24).
الفم
الفم عبارة عن فتحة في وجه الإنسان بين الشفتين تؤدي إلى تجويف يحوي جهازي المضغ والنطق، من شفاه وأسنان ولسان. ولهذا فإن الفم مجهز تجهيزاً عبقرياً. فيسمح بدخول الطعام إلى المعدة من خلال البلعوم والمريء، بينما الهواء الذي يدخل يمر في طريق مختلف تماماً، من القصبة الهوائية إلى الشعبتين الهوائيتين. وبذلك فإن الطعام لا يدخل إلى الرئتين، والهواء لا يدخل إلى المعدة.
وقبل وصول الطعام إلى المعدة يتم تجهيزه للهضم في الفم. فتقوم الأسنان بهرس الطعام، كما تقوم العصارة اللعابية بالبدء في تليين الطعام تمهيداً لهضمه وامتصاصه في باقي الجهاز الهضمي. كما أن الفم أيضاً هو المسئول الرئيسي عن الكلام. فهو يحتوي على اللسان والأسنان والشفاه، وهذه كلها تتحكم في الأصوات الخارجة من الفم، عن طريق الأحبال الصوتية والقصبة الهوائية.
من هذا نتعلم أن للفم أهمية كبرى للإنسان سواء من الناحية الجسدية أو الناحية الروحية: فبالنسبة للناحية الجسدية، تتركز قيمة الفم في أننا به نأكل الطعام، وأما أهميته الروحية فهو أننا به نتكلم. هذا معناه أن الفم مسئول عن أمرين في منتهى الأهمية للإنسان هنا الأكل والكلام. فهذه البوابة يدخل منها الطعام الذي لا غنى عنه للإنسان، كما أن منها يخرج الكلام ليستطيع الإنسان أن يعبِّر عن نفسه ويتواصل مع الآخرين.
ولقد تحدث المسيح عن هذا العضو الأكثر أهمية وارتباطه بنجاسة الإنسان فأوضح أن ليس ما يدخل من الفم هو الذي ينجس الإنسان بل ما يخرج منه. ومن تعليم المسيح الهام يمكننا القول إنه إن كنا نهتم كثيراً بما نتناوله من أطعمة، فينبغي أن نهتم أكثر بما يخرج من أفواهنا. ويُستخدم الفم في الكتاب استخداماً مجازياً بطرق كثيرة: بالنسبة لله؛ فيقول الكتاب «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله» (متى4: 4).
كما أنه يُستخدم كتعبير عن فتحة الشيء. مثل فم البئر (تكوين29 : 2-10)، وفم المغارة (يشوع10: 18-27). وفم الأرض (تكوين4: 11؛ عدد16: 30 ،23). أو كتعبير عن الكلام. فيقول الحكيم «فم الصديق (أي كلامه) ينبوع حياة» (أمثال10: 11). وأيضاً «فم الجهال (أي كلامهم) ينبع حماقة» (أمثال51: 2). وأخيراً الفم هو أهم أعضاء العواطف والمحبة، وعن طريقه يقبِّل الإنسان، سواء للمحبة، أو للاحترام والتقدير (نشيد1: 2؛ تكوين41: 40؛ أمثال24: 26).