الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان(القلب)
هو أحد أهم أعضاء جسم الإنسان، رغم صغره نسبياً، فهو في حجم قبضة اليد، ووزنه حوالي 250- 320جراماً في الرجل. وهو يقع في منتصف التجويف الصدري، مائلا قليلاً ناحية الجهة اليسرى.
ويتكون القلب من عضلات قوية، تعتبر أقوى عضلات في جسم الإنسان، تنقبض وتنفرج لتعمل عمل الطلمبة في الجسم. والقلب عبارة عن مضختين (طلمبتين) يعملان جنباً إلى جنب، وكل طلمبة تحتوي على غرفتين، العليا تسمى الأذين والسفلى تسمى البطين، ويفصل بينهما صمامات مصمَّمة تصميماً عبقرياً ليضمن سير الدم في اتجاه واحد، ويمنع ارتداده في الاتجاه العكسي.
الجزء الأيمن من القلب يستقبل الدم القادم من الجسم ويرسله إلى الرئتين، لتنقيته، والجزء الأيسر من القلب يستقبل الدم المُحمَّل بالأكسوجين من الرئتين، ويرسله إلى أجزاء الجسم.
وكل نبضة من نبضات القلب تضخ حوالي 17 سنتيمتر مكعب من الدم، لتوزعه على أجزاء الجسم المختلفة، ليضمن أن تغمر كل خلايا الجسم في الدم، وليحمل الدم الأكسوجين والغذاء إلى جميع أجزاء الجسم، وأيضاً لينقل الهرمونات من الأعضاء لتقوم بوظيفتها. والدورة الدموية في جسم الإنسان في الشرايين والأوردة طولها تقريباً 27 ألف كيلومتر!
ويمكن القول إنه لا توجد ماكينة بشرية قط تعادل القلب في قوته ودوامه.
الدورة الدموية
العالم:وليم هارفي (1578-1657)، اكتشف الدورة الدموية عام1628. لكن الكتاب المقدس كان أسبق من هذا العالِم في الإشارة إلى الدورة الدموية. ففي سفر الجامعة12، في وصف شعري بديع، تحدث سليمان الحكيم عن العديد من الوظائف الحيوية لأعضاء الجسم، ومن بينها القلب، الذي شبهه بالجرة على العين التي تُملأ وتُفرَّغ بالتتابع، كما أشار إلى الدورة الدموية مشبها إياها بتصوير بسيط ولكنه دقيق إذ شبهها بالبكرة عند البئر، التي تقوم بتوزيع الماء، وسيلة الإحياء للأرض، على القنوات الصغيرة، لتصل المياه إلى كل أجزاء الأرض (جامعة12:6).
زراعة القلوب
أول عملية زراعة قلب كانت عام1976، وتمت في جنوب أفريقيا. وشارك فيها نحو 200 طبيب.
ولكن هذه المعجزة العلمية العظيمة، يجريها الله منذ القديم بطريقة أعظم مع كل تائب مؤمن، عندما ينزع منه قلب الحجر ويعطيه بدله قلب لحم، ويجعل في داخله قلباً جديداً (حزقيال36:26)، كما يخلق فيه قلباً نقياً (مزمور51 :10).
القلب في الكتاب المقدس
كما أن القلب بالنسبة للإنسان هو أهم أعضاء الجسم، هكذا هو أيضاً في الكتاب المقدس. وقديماً كانوا يرتدون في الحروب الدروع، وهي تشبه القميص المصفح الذي يلبسه الرؤساء، لضمان عدم إصابة أجزاء الصدر، ولا سيما القلب. ومن الناحية الروحية قال سليمان الحكيم:«فوق كل تحفُّظ احفظ قلبك، لأن منه مخارج الحياة» (أمثال4 :23). لذلك نحن نقرأ عن أحد أبطال الإيمان هو دانيآل أنه «جعل في قلبه أنه لا يتنجس» (دانيآل1 :8). لقد حفظ قلبه من النجاسة.
ونكتشف أيضاً أهمية القلب في أنه لا فائدة من طلب الرب ما لم نطلبه بكل قلبنا (إرميا 29 : 13). ولا قيمة للإيمان إن لم يكن نابعاً من القلب (رومية10 :9).
ونظراً لأهمية القلب، فإن الرب، بلسان سليمان الحكيم، قال:«يا ابني أعطني قلبك» (أمثال23 :26). هذا معناه أن الله لا يريد أقل من القلب. وفي الواقع لا يوجد من يستحق أن يمتلك القلب سوى الله الذي خلقنا، والذي بعد ذلك فدانا ببذل دماه.
وقلب الإنسان، في لغة الكتاب المقدس، يعبِّر عن كيان الإنسان كله. فلا عجب إن وصف إرميا النبي القلب بالقول: «القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس، من يعرفه؟». والإجابة على هذا السؤال هي: «أنا الرب» (إرميا17 :9 ،10). والرب الذي يعرف هذا القلب تماماً قال إنه من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة وكل أنواع الشرور (مرقس7 :21-23). ولذلك فإن الإنسان يحتاج إلى ولادة من الله، بها يحصل على القلب النقي (مزمور51 :10). والطريقة إلى ذلك هي الإيمان (أعمال 15 :9). وقال المسيح إن الأنقياء القلب هم الذين يعاينون الله (متى 5 :8).
معلومات هامشية:
دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني قلب الرجل البالغ ينبض حوالي 70 مرة في الدقيقة، أي حوالي 100 ألف مرة في اليوم الواحد. وهو لا يتوقف مطلقاً، ولا يأخذ إجازة أو يحتاج إلى صيانة أو عَمرة طول عُمر الإنسان. وأن يتوقف القلب فهذا معناه موت الإنسان، فحتى في أثناء النوم يظل القلب يعمل، ولو أنه يبطئ قليلاً عن فترات العمل بالنهار. والقلب على مدى 70 سنة ينبض حوالي 2,5 بليون مرة. فيها يضخ حوالي 200 مليون لتراً من الدم!
الشخص البالغ يضخ في اليوم حوالي 40 طن من الدم في اليوم، وهو ما يعادل وزن ستة أفيال ضخمة!
عدد نبضات القلب عند الفأر تصل إلى حوالي 500 مرة في الدقيقة، وفي الفيل تصل إلى نحو25 مرة في الدقيقة، بينما قلب الحوت يدق 9 مرت فقط في الدقيقة
تختلف بصفة عامة عدد نبضات الإنسان بحسب سنه، وجنسه، ومجهوده. فالطفل يتراوح نبضه من130 إلى 140 مرة في الدقيقة بينما المرأة تنبض من 78إلى 82 نبضة في الدقيقة، والرجل حوالي 70 نبضة في الدقيقة في وضعه العادي، وتزداد عن ذلك مع بذل المجهود، وتقل أثناء النوم. وقلب الشخص الرياضي ينبغي أن يكون قادراً على الإسراع من حالة الارتخاء: 70 نبضة في الدقيقة إلى 170 نبضة عند التمرين العنيف، خلال ثواني قليلة.