ونحن نتابع الحديث عن تفرد الكتاب المقدس، كلمة الله الحيّة، نصل إلى تفد الكتاب من حيث سلطانه وقوة تأثيره
الكتاب المقدس ينفرد بين سائر الكتب، قديمها وحديثها، بأنه كتاب مؤثِّر؛ فهو كلمة الله التي هي «حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين، وخارقة إلى مفرق النفس والروح والمفاصل والمخاخ، ومميِّزة أفكار القلب ونياته» (عبرانيين4: 21).
والكتاب المقدس ليس بالكتاب الذي يقرأه البشر فيضيف إلى معارفهم الكثير (مع أنه يفعل ذلك) ولكنه كتاب مُغيِّر، أثّر ويؤثر تأثيراً عميقاً في حياة الأفراد والشعوب، فقد شهد الملايين من الناس على مر العصور، بسلطان وقوة تأثير الكتاب على حياتهم؛ فمن خلال قرائتهم للكتاب:
* اكتشفوا معنى لحياتهم وأدركوا سبب وجودهم
* حصلوا على غفران خطاياهم، وتمتعوا بيقين الحياة الأبدية
* وُفّيَت أعوازهم العميقة والمتنوعة
* استُجيبت صلواتهم إذ قادهم الكتاب إلى علاقة حية مع صاحب الكتاب
* أصبح الكتاب لهم السراج والنور في درب الحياة، إذ التقوا فيه وجهاً لوجه مع المسيح المخلِّص، وتعلموا كيف يتبعوه، فتحقق لهم بالفعل وعده لتابعيه «من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة» (يوحنا8: 21). واختبروا كفايته لهم مثلما قال «من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية» (يوحنا4: 41).
تستطيع، أينما ذهبت في بقاع الأرض، أن تستمع إلى شهادات حية من أناس تغيّرت حياتهم عن طريق الكتاب المقدس:
* على اختلاف الأجناس والأعراق
* على اختلاف الألسنة واللغات
* على اختلاف مستويات التعليم والثقافة
* على اختلاف المستويات المعيشية
فما من كتاب آخر علي وجه الأرض يستطيع أن يغيّر البشر مثلما يفعل الكتاب المقدس:
* فالسارق لايسرق فيما بعد، بل بالحري يتعب عاملاً الصالح بيديه
* والكذاب يصبح شخصاً أميناً
* الفاجر أخلاقياً يعرف طريقه إلى حياة الطهارة والنقاوة
* الملحد والمجدِّف يصير خادماً للإنجيل وكارزاً بنعمة الله
* اليائس والمحبَط يجد الرجاء
قال يوماً إبراهام لنكولن (الرئيس الأمريكي الأسبق): “إن الكتاب المقدس لهو أعظم عطية من الله للإنسان، فكل الصلاح من مخلص العالم يصل إلينا خلال هذا الكتاب”.
سمع أغسطينوس يوماً هاتفاً يهتف إليه (وقد كان فاجراً شريراً): خذ الكتاب واقرأه. وفعلاً أخذ الكتاب وقرأه، وكانت نقطة فاصلة في حياته؛ أصبح بعدها أغسطينوس القديس.
مر يوماً رجل ملحد برجل كان قبلاً من آكلي لحوم البشر، فوجده يقرأ بخشوع في كتابه المقدس، فعيّره متهكماً قائلاً له: “هل وصلت هذه السخافات إلي هنا؟”. فرد الرجل: “لولا هذه التي تسميها سخافات لكنت اليوم أكلتك في غدائي، ولكني مدين لهذا الكتاب الذي غيّر حياتي”.
قاطع فيلسوف مرة خادماً للإنجيل مهاجماً له بالقول: “أنت تعظ من الكتاب المقدس معتبراً إياه كلمة الله، من قال لك ذلك؟”. فتحداه الخادم أن يحضر في الغد فرداً واحداً إلى الاجتماع تكون حياته قد تغيرت بقراءته لفلسفاته في مقابل العشرات الذين يستطيع الخادم أن يقدِّمهم ممن تغيرت حياتهم بقراءه كلمة الله: الكتاب المقدس.
ولسوف يبقي الكتاب المقدس هو الكتاب الفريد في سلطانه وتأثيره.
وإلى اللقاء