ما أنْ أطلق حكم المبارة النهائية لمونديال 2002 صفارته، حتى عمّت الأفراح كل البرازيليين ومعهم محبي الكرة البرازيلية في شتى بقاع العالم. وأخذ كلٌّ، وخاصة من اللاعبين الفائزين، يعبِّر عن فرحته بطريقته، أمام أعين الآلاف في الاستاد ومئات الملايين المراقبين عبر الأقمار الصناعية والإنترنت. فهذا يجرى هنا وذاك يقفز هناك، واحد جرى نحو مشجعيه يحييهم والآخر ارتمى في أحضان مدربيه وإدارييه في شكر صامت.
وسط هذا المشهد كان هناك بعض من لاعبي البرازيل لهم تعبير آخر عن الفرحة، فقد ذهبوا لمن رأوا أنه يستحق الشكر أولاً، إلى إلههم الذي لم يستحوا به، والذي عُرفوا دائما بانتمائهم له، أي بمسيحيتهم، فركع منهم من ركع في صلاة شكر واضحة ومُعلَنة أمام الجميع، وظهر واحد وهو يصلي بحرارة واضحة. واستمر هذا المشهد عدة دقائق شاهدها العالم كله، في شهادة حية لمسيحيتهم.
ثم قفزوا في فرحة عارمة، وفي وسط فرحتهم كان لهم رسالة ليقولونها، مكتوبة على قمصانهم التي كانوا يرتدونها تحت الزي الموحَّد للفريق؛ فأعلنوا ولاءهم وانتماءهم للمسيح بعبارة “I Belong to Jesus” بعدة لغات، وتعني حرفياً “أنا أنتمي ليسوع”. وآخر توجَّه برسالة حب مقدِّماً الخلاص لجميع الناس بعبارة “Jesus Loves You”، “يسوع يحبك”.
صديقي.. لم يخجل هؤلاء الأبطال أن يصلّوا، ولم يستحوا أن يعلنوا ولاءهم، ولم يهملوا أن يذيعوا شهادتهم، أمام أعين العالم، وهم يعلمون أن هذا التصرف لن ينال استحسان الأغلبية، حتى أن كل الجرائد والمواقع الرسمية على الإنترنت، والتي عرضت آلاف الصور لهذه المباراة، لم تنشر أي صورة لهذه المشاهد ولم تُشر بتعليق إليها؛ ومع علمهم بذلك فقد أعلنوا شهادتهم.
ماذا عنك أنت؟!
هل تعود بالشكر لإلهك في كل حين وأمام أعين الناس؟! وهل لا تخجل أن تُعلن مسيحيتك؟! وهل تنتهز كل فرصة لتعلن شهادتك عن المسيح؟!
تعالَ نُعلن ولاءنا للمسيح، ونشهد عنه في كل مكان.