كُل من أمن بالرب يسوع المسيح من القلب قد غُفرت خطاياه، وامتلك الحياة الأبدية، وكذلك طبيعة جديدة سكن فيها الروح القدس؛ لذلك فانه يتلذذ ويُسَرّ أن يفعل الأمور التالية كل يوم: -

الشبع بالمسيح: 

عندما كان شعب الله في البرية، كانوا يأكلون المَن يومياً «وكانوا يلتقطونه صباحاً فصباحاً، كل واحد علي حسب أُكله»(خروج 16: 21). والمن النازل من السماء هو رمز للرب يسوع المسيح «خبز الله هو النازل من السماء الواهب حياة للعالم» (يوحنا6: 33). والمؤمن يتغذى ويشبع بالمسيح بالتأمل في عظمته، وفي اتضاعه ثم في ذهابه للصليب، وفي قيامته، وجلوسه الآن عن يمين العظمة في الأعالي. وهذا يتم بالجلوس عند قدميه، والتأمل فيه باستمرار وفي عمله الكامل لأجلنا. لقد كان المسيح، ولا يزال، لذّة قلب الله؛ فليتنا نشارك قلب الله في الشبع والتلذذ بالمسيح ابنه الوحيد.

فحص الكتاب:

ذُكر هذا التعبير عن أهل بيرية الذين، عندمازارهم بولس وسيلا وكلماهم بكلمة الانجيل، كانوا «أشرف من الذين في تسالونيكي فقبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كل يوم هل هذه الامور هكذا»(أعمال 17: 11). وما أحلي وأجمل أن يدرس المؤمن كلمة الله ويفحصها بتدقيق، فيتم فيه القول «في ناموس الرب مسرّته، وفي ناموسه يلهج نهاراً وليلاً» (مزمور 1: 2). وفي أيام نحميا يأتي هذا القول المبارك «وكان يقرأ في سفر شريعة الله يوماً فيوماً». وعندما كان المسيح - له المجد - علي الأرض كانت الشريعة في داخله «مكتوب عني أن أفعل مشيئتك يا إلهي سررت. وشريعتك في وسط أحشائي»(مزمور40: 7،8).

الصلاة:

يقول المصلّي في مزمور88: 9 «دعوتك يا رب كل يوم بسطَتُ إليك يدي». وعندما نصلّي فإننا نتكلم مع الرب، ونطرح همومنا عليه، ونسكب قلوبنا أمامه. كان دانيآل يجثو علي ركبتيه ثلاث مرات في اليوم ويصلي للرب. وقال ربنا يسوع المسيح رجل الصلاة الأعظم «ينبغي أن يُصلّى كل حين ولا يُمَل»(لوقا18: 1).

التسبيح:

يجب أن يحيا المؤمن حياة الفرح، ويقول الكتاب «افرحوا في الرب كل حين وأقول أيضاً افرحوا» (فيلبي 4: 4) والمؤمن الفَرِح هو مؤمن قوي (نحميا 8: 10)، والتعبير عن الفرح والسرور هو الترنيم والتسبيح «أ مسرور أحد فليرتل» (يعقوب 5: 13). والتسبيح ذبيحة تُقدَّم لله كل حين (عبرانيين 13: 15)، وينبغي أيضاً أن نقدِّمها كل يوم كما قال المرنم: «في كل يوم أباركك، وأسبح اسمك الي الدهر والأبد» (مزمور 145: 2).

المواظبة علي حضور الإجتماعات:

الذين آمنوا بالرب يسوع المسيح في بداية تأسيس الكنيسة «كانوا كل يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة» (أعمال 2: 46)، والتحريض لنا «غير تاركين اجتماعنا كما لقوم عادة» (عبرانيين 10: 25). وعندما نحضر الاجتماع فإننا نتمتع بحضور الرب ونتشجع من كلمته ونفهم أقواله ونسعد بالشركة بعضنا مع بعض.

السهر المستمر:

قال الرب يسوع للتلاميذ في البستان «اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة» (متى 26: 41). ولكن بالأسف نام التلاميذ، فكانت النتيجة المؤسفة أن أمسك بطرس السيف وبتسرُّع قطع أذن ملخس. لذلك علينا بالسهر الروحي واليقظة التامة، وبطرس الذي اختبر مرارة النوم قال للمؤمنين «اصحوا واسهروا لأن إبليس خصمكم كأسد زائر يجُول ملتمساً مَن يبتلعه» (1بطرس 5: 8). ويقول الرب في أمثال 8: 34 «طوبي للإنسان الذي يسمع لي، ساهراً كل يوم عند مصاريعي حافظاً (حارساً) قوائم أبوابي». إنه سهر الجندي في المعركة، سهر الذي يحرس الأبواب. لذلك ليعطِنا الرب حياة السهر الروحي، فلا تدخل في حياتنا آلهة غريبة أو تعاليم غريبة أو سلوك غريب لا يتفق مع كلمة الله، وكذلك لا تخرج من أفواهنا كلمة رديئة بل لتكن صلاتنا «اجعل يا رب حارساً لفمي. احفظ باب شفتيَّ» (مزمور141: 3).

ولحديثنا بقية العدد القادم بمشيئة الرب.