رسالة يوحنا الرسول الثالثة
الكاتب:
يوحنا الرسول، في أواخر أيامه «الشيخ» (ع1).
المرسل إليه:
غايس. وهناك خمسة أشخاص في العهد الجديد بهذا الاسم هم:
- غايس المكدوني، رفيق بولس في الخدمة، والذي اختطفه الأفسسيون الثائرون مع أرسترخس وأنقذه الرب منهم (أعمال19: 29).
- غايس الدربي (أي الذي من دربة) وهو واحد من السبعة خدام للرب الذين رافقوا بولس في رحلته الأخيرة صوب أورشليم (أعمال20: 4).
- غايس الذي هو واحد من ثلاثة فقط عمَّدَهم بولس في كورنثوس (1كورنثوس1: 14).
- غايس من الإخوة في كورنثوس، الذي قال عنه بولس «مضيفي ومضيف الكنيسة كلها» (رومية16: 23).
- غايس الذي كُتبت إليه هذه الرسالة (ع1). على الأرجح أن الثلاثة الأواخر هم شخص واحد، لكن نظرا لانتشار هذا الاسم بكثرة بين الرومان لا يمكننا الجزم بهذا.
موضوع الرسالة:
إضافة الإخوة والخدام. كان في ذلك الوقت هناك عدد كبير من خدام الرب، الذين تركوا أعمالهم الزمنية وجالوا مبشّرين بالكلمة، وكانوا يعتمدون من جهة إعاشتهم على استضافة المؤمنين لهم وهم ينتقلون من مدينة إلى مدينة. وعندما ذهبوا إلى المدينة التي فيها غايس ظهر نقيضان في الكنيسة: فها هو غايس، الذي يمدحه الرسول، يستضيف هؤلاء الخدام الذين خرجوا لأجل اسم الرب، ويتعب جداً لأجلهم؛ وهناك أيضاً ديوتريفس، المتسلط والذي يحب أن يكون الأول، رفض هؤلاء الخدَّام، ورفض رسالة الرسول بخصوصهم، بل ومنع الإخوة من استضافتهم، وطرد الذين قبلوهم من الكنيسة.
غرض الرسالة:
- تقدير ومدح وتشجيع لغايس بسبب محبته وتعبه في إضافة إخوته وكذلك خدام الرب.
- توبيخ وإدانة وتحذير لديوتريفس بسبب كبريائه ورغبته في التسلط على الإخوة وقسوته في معاملتهم.
أهمية الرسالة:
لهذه الرسالة أهمية كبيرة فهي مملوءة بالدروس العملية النافعة لنا، ولا سيما من جهة الحياة الكنسية. وهذه بعض الدروس:
- قبل أن يكون “الحق” لنا طريقاً نسلك فيه، ينبغي أن يكون قوة تسكن فينا (ع3) فالله يُسَّر بالحق في الباطن (مزمور51: 6).
- لم يكن غايس يخدم بالكلمة، لكن الكتاب يقول عنه إنه كان عاملاً بالحق مع مَن يخدمون، أو عاملاً مع الحق (ع8)؛ ذلك لأنه كان يتعب مع الذين يخدمون الكلمة. ونحن كذلك قد لا نستطيع أن نخدم بالكلمة، لكن يمكننا المساهمة في هذه الخدمة بطرق كثيرة.
- كان غايس يفعل بالأمانة كل ما يصنعه (ع5) حتى يبدو أنه مرض بسبب كثرة خدمته، فليس المهم أننا نخدم كثيراً، لكن المهم أن نخدم بالأمانة، والأروع بالطبع أن نخدم كغايس بالأمانة وكثيراً.
- ينبغي على الذين يخدمون الرب ألا يكون لهم غرض سوى اسمه (ع7). وتأتي هكذا في الأصل معرفة بأل التعريف، أي ليس لأجل اسم آخر سوى اسم الرب يسوع.
- لم يكن ديوتريفس من خارج الكنيسة، بل من داخلها، بل ومتقدم فيها؛ ولم يكن يعلِّم تعليماً خاطئاً كهؤلاء المشار إليهم في الرسالة الثانية، لكن مشكلته أنه يحب أن يكون الأول بينهم (ع9). ولم تعانِ الكنيسة، على مر العصور، مثلما عانت من أمثال ديوتريفس. إن خطية ديوتريفس قديمة قِدم الكنيسة نفسها.
- ديمتريوس مشهود له من الجميع، حيثما وُجد ديوتريفس وُجد أيضاً ديمتريوس. فالله دائماً يُبقي لنفسه أمناء. ومن الخطأ أن نفكِّر دائماً في سلبيات ديوتريفس ونتجاهل إيجابيات ديمتريوس.
- للصداقة الشخصية مكانة كبيرة عند الرسول يوحنا، فهو لا يريد أن يكتب بل يلتقي ويتحدث فمّاً لفم، حديث المحبة والمودة الأخوية مع غايس، ويبدو أن هذا ناتج من أنه كان يتكئ في حضن يسوع.
أقسام الرسالة:
تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1- مقدمة الرسالة (ع1-4) وفيها نرى:
|
محبة الرسول (ع1)
بالحق أي بإخلاص، أو نابعة من الحق، أو ليست بالانفصال عن الحق.. |
صلاة الرسول (ع2)
أروم (أي أصلي) أن يكون غايس صحيحاً جسدياً، كما هو روحياً ونفسياً.. |
فرح الرسول (ع3، 4)
الحق بالنسبة لغايس لم يكن عقيدة يحفظها أو يدافع عنها، بل كان قوة تسكن فيه، وطريق يسلك فيه (ع3)، ومناخ يعيش فيها (ع4)؛ وهذا ما يفرح الرسول.d> |
2- موضوع الرسالة: (ع5-12) وفيها نرى:
|
تقدير لغايس (ع5-8)
بذكر شهادة الإخوة والخدام عنه أمام الكنيسة، وشهادة الرسول نفسه.d>
| تحذير لديوتريفس (ع9،10)
الذي يحب المركز الأول، ويتكلم على الرسول من ورائه، ولا يقبل خدام الرب، ويقسو على الإخوة فيتسلط عليهم، بل ويطردهم من الكنيسة.. |
تشجيع لغايس (ع11،21)
بلفت انتباهه إلى ديمتريوس المشهود له من الجميع ومن الحق نفسه. |
3- خاتمة الرسالة: (ع13-15) وفيها نرى:
|
تفسير: لماذا اختصر الرسالة. |
شوق: لرؤية غايس. |
تسليم: بالأسماء. |
تواريخ وأرقام:-
كتبت حوالي سنة 90 م تحوي 15 عدداً. يمكن قراءتها في دقيقتين. تكررت فيها كلمة الحق 7 مرات.