مع ذكرى مرور عام على انهيار مركز التجارة العالمي بنيويورك، أستعيد معكم بعض القصص الواقعية، والتي جاءت في جريدة الأهرام منذ 4 شهور:
القصة الأولى لموظفة كانت تعمل هناك. استدعاها مدير الشركة وأبلغها أنها مفصولة. حزنت الموظفة جداً، وحزن أيضاً زملاؤها، وقرروا إقامة حفل وداع لها يوم 10 سبتمبر (أي قبل انهيار المبنى بيوم واحد). وفي اليوم التالي غابت عن الشركة لأول مرة منذ سنوات عديدة، ولكن بسبب هذا الغياب كُتب لها أن تعيش، وعاشت. أما زملاؤها، الذين ودّعوها في اليوم السابق، فقد ماتوا جميعاً في الحادث.
القصة الثانية لموظف آخر في الدور الثمانين، كانت شركته قد دعت وفداً صينياً لزيارة مقر الشركة، فطلبت إليه النزول لاستقبالهم، ونزل الموظف متضرراً لأنه كان يريد تناول فنجان القهوة. ولكن ما كاد الموظف يخطو خارجاً من المصعد بالدور الأرضي حتى توالت أحداث الكارثة، والتي أدت إلى موت زملائه في الشركة، وعاش هو بسبب المهمة التي كَرِه أن يقوم بها.
في إنجيل لوقا أصحاح 13 نقرأ عن أحداث مماثلة، عندما قتل بيلاطس الوالي مجموعة من الجليليين، أتوا إلى أورشليم ليقدِّموا ذبائح في الهيكل، إذ خلط بيلاطس دمهم بذبائحهم. ويعلق المسيح على تلك الحادثة قائلاً: “أتظنون أن الذين ماتوا كانوا خطاة أكثر من الذين نجوا؟” ويجيب قائلاً: «كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون». ثم يذكر لنا المسيح حادثة أخرى، عندما سقط البرج الذي في سلوام على ثمانية عشر شخصاً فقتلهم جميعاً، ويقول: «أتظنون أن هؤلاء كانوا مذنبين أكثر من جميع الناس الساكنين في أورشليم؟ كلا أقول لكم. بل إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون».
عزيزي القارئ.. إنها ليست “شطارة” الذي نجا أو “خيابة” الذي مات، فمن الممكن أن يحدث هذا مع أي واحد منا. وهذا هو الدرس المطلوب منا أن نتعلّمه، أن نكون على استعداد، إذا ما فاجأتنا تلك اللحظة في أي وقت. فهل ما يحدث مع الآخرين من حولنا، قد نبّهنا أن نفس الشيء قد يحدث معنا نحن أيضاً؟
في سفر الجامعة أصحاح 7، يقول الحكيم: «في يوم الخير كُن بخير، وفي يوم الشر اعتبر». فماذا من جهة الأبدية؟ هل أنت مستعد لها؟ ما أروع كلام الرب يسوع، وهو يعلن بكل يقين: «الحق الحق أقول لكم: إن مَن يسمع كلامي، ويؤمن بالذي أرسلني، فله حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» (يوحنا 5: 24).
عزيزي.. إن سلطان المسيح يمتد إلى ما وراء الحياة الحاضرة. فهو أبو الأبدية، وضامن الأبدية. إنه، من الآن، بمقدوره أن يعطيك الأمن.. فهل قبلته ربّاً ومخلِّصاً لحياتك؟!