الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان
الكبد:
أكبر غدة في الجسم، ومن أهم أعضاء الجسم، وأكثرها تعقيداً. وهو يقع على يمين المعدة، تحت الرئتين مباشرة. وزنه حوالي 1,5 كيلوجرام.
والكبد هو مركز صنع الكيماويات الهامة للجسم كالسكر والدهنيات والكوليسترول، لتغذية الخلايا. فهو يقوم بتحويل الدم المحمَّل بالأغذية، والذي يصل إليه، إلى مواد جديدة، وإذ يعيد تغليف تلك الأغذية، فإنه يرسلها - عن طريق الدم مرة ثانية - إلى حيث يجب أن تذهب. وأما المواد الضارة فيرسلها إلى قسم التنظيف (الكلى).
كما يقوم الكبد - بالإضافة إلى ذلك - بتخزين الغذاء والفيتامينات. فالإنسان - كما نعلم - لا يأكل إلا مرات معدودة في اليوم، لكن خلايا الجسم تحتاج إلى الغذاء في كل لحظة، ولذلك فإن الكبد هو الذي يقوم بتخزين الطعام لحين الاحتياج إليه، كما يقوم بضبط كميات المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم.
ويُعتبر الكبد نقطة المراقبة الرئيسية في الجسم. وبمجرد أن يحدث أي تغيير في الدم، فإن الكبد يقوم بإضافة المواد اللازمة إليه لإعادته إلى حالته الطبيعية.
ويرد الكبد في الكتاب المقدس 14 مرة، معظمها عن كبد الذبائح التي كانت تقدم إلى الله باعتبارها الأجزاء المهمة في الذبيحة التي يجب أن تقدَّم إلى الله فوق المذبح (خروج29: 13). والمرات القليلة التي يذكر فيها الكتاب كبد الإنسان يذكره باعتباره مرادف للحياة ذاتها. وعليه فإن سليمان الحكيم وهو يحذر الشاب من اللعب بالخطية، يوضح ان الخطية سوف تؤدي إلى أن يَشق سهم كبده (أمثال 7: 23)، أي سيتلف حياته ويضيعها على مذبح الشهوات.
ولنا من وظيفة الكبد وعمله في جسم الإنسان تعليم روحي هام، فنحن لا نكون طوال اليوم جاثين على ركبنا للصلاة، أو منعزلين لقراءة كلمة الله، ومع ذلك فنحن نحتاج إلى التغذية الروحية باستمرار. وعليه فإن المؤمن الذي صحته الروحية ناضرة عنده ما يشبه عمل الكبد الذي يزوده دائما بالأفكار الروحية التي تحفظه من الخطايا المحيطة بنا بسهولة.
الكلي:
تقع الكليتان في الجزء العلوي من التجويف البطني على جانبي العمود الفقري. وهي في حجم قبضة اليد. ويبلغ طول الواحدة حوالي 10 سم وعرضها 6 سم، وهي تشبه حبة الفاصوليا في شكلها الخارجي. ويبلغ وزن الكليتان في جسم الإنسان نحو 140 جرام.
والكِلية مصمَّمة لتنقية الجسم من المواد السامة. فهي تقوم بتخليص الجسم من العناصر الضارة والزائدة. وتحتفظ بكل ما هو نافع ومفيد وتعيده إلى الدم. إنها المصفاة الدقيقة وهي صمام الأمن الرئيسي للجسم. ولهذا نحن نعلم ما يصيب الجسم من تسمم لا يحتمله الإنسان إذا تعطلت الكلى عن العمل.
وكل كِلية تتكون من حوالي مليون وحدة منقية تنقي حوالي 190 لتراً من الدم يومياً، فإذا عرفنا أن كمية الدم في الجسم حوالي 6 لترات فهذا معناه أن الدم يحتاج للتنقية أكثر من 30 مرة في اليوم الواحد.
ترى هل نحن نهتم بتنقية حياتنا الروحية من الشوائب السامة؟ فنحن نحتاج من الناحية الروحية أيضاً إلى التخلص من كل ما يدخل إلى حياتنا عن طريق عيوننا أو آذاننا من أمور ضارة أو سامة في حياتنا الروحية. كم مرة في اليوم نقوم بمراجعة أفكارنا والتخلص من كل ما هو شرير، لنكون مرضيين أمام الرب؟
ويقال كثيراً في الكتاب المقدس عن الله إنه «فاحص القلوب والكلى» (مزمور7: 9؛ 26: 2؛ إرميا 11: 20؛ 17: 10؛ 20: 12؛ رؤيا2: 23). القلب يوزع الدم، والكلى تنقيه. وهذا معناه أن الله يراقب توزيع الدم لنشاط الجسم، ويراقب تنقية الدم لصحة الجسم، والمعنى الروحي لذلك إنه يراقب نشاط الحياة ونوع الحياة التي نحياها. ترى هل حياتنا دائماً هي لمجد الله؟