كان لابد من دخول المسيح إلى العالم لأسباب كثيرة جداً وقد ذكرنا في العدد السابق سبباً من هذه الأسباب والآن سنذكر بعضاً آخر منها:
2.لأنه قد جاء وقت الإصلاح:
إن فكر الله هو الدخول إلى محضره والتمتع به ولكن كيف كان يمكن ذلك في ظل الناموس الذي كان، كما يخبرنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين (9: 10)، يقضي بتحريم بعض المأكولات والمشروبات وتحليل غيرها وبعض الغسلات المختلفة وكلها قوانين جسدية ينتهي عملها حين يأتي «وقت الإصلاح» الذي هو المسيحية التي أساسها الرب يسوع المسيح وتجسده وصلبه وموته وقيامته وصعوده وقد انتهت هذه القائمة التي تتعامل مع الجسد ومع الظواهر الخارجية مما لا يعطي اطمئناناً أو راحة للضمير.
3.لأنه قد جاء وقت الخيرات العتيدة:
«وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة...» (عبرانيين 9: 11).
كان لا بد من دخول المسيح للعالم وصلبه وسفك دمه ليمكننا أن نتمتع ببركات عظيمة جداً ومن هذه البركات
- الفداء 1بطرس1: 18،19
- الاغتسال رؤيا 1: 5
- التطهير 1يوحنا 1: 7
- غفران الخطايا أفسس 1: 7
- التبرير رومية 5: 9
- التقديس عبرانيين 13: 12
- المصالحة كولوسي 1: 20
- القُرب أفسس 2: 13
- ثقة بالدخول إلى الاقداس عبرانيين 10: 19
- الغلبة رؤيا 12: 11
4.لأنه قد جاء الوقت الذي فيه يجب أن يُرَد لله مجده:
لا شك أن الخطية أهانت الله جداً آخذين في الاعتبار قداسته المُطلقة وعدم محدوديته، فالله يقول «لست أطيق الإثم» (إشعياء1: 13). ولكن بتجسد الرب يسوع ودخوله إلى العالم مَجَّد الله في حياته الرائعة التي عاشها هنا لمدة تزيد قليلاً عن 33 سنة والتي كان شعاره فيها «ينبغي أن أكون فيما لأبي» (لوقا 2: 49)، وشهد الآب عنه شهادة ما أروعها «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُرِرِت» (متى 17: 5)، حيث عمل الرب يسوع كل شيء حسناً ولكن بموته على الصليب حيث تحمل الآلام الكفارية عوَّض الله أكثر بكثير من الإهانات التي لحقت به بسبب خطايانا، ومع أنه ليس مسئولاً عن ذلك لكنه رَدّ لله كرامته المُهانة ومجده المسلوب «حينئذ رددت الذي لم اخطفه» (مزمور69: 4).
5.لأنه قد جاء الوقت الذي فيه تُرفع خطية العالم:
عندما نظر يوحنا المعمدان الرب يسوع مُقبِلاً إليه هتف قائلاً: «هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا1: 29)، وما كان يقصده من هذا القول هو أن الرب يسوع هو وحده الشخص الكفء لأن يقوم بهذه المهمة. والحقيقة أننا إذا تأملنا في داخل أنفسنا أو حولنا سنجد الخطية بكل نتائجها البغيضة والمؤلمة، لكن لا بد أن يأتي الوقت الذي فيه نرى النتيجة النهائية لدخول المسيح وعمله الكامل على الصليب، كما يقول الرسول بطرس في رسالته الثانية ص 3: 13 «ولكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر». ولا ننس أن الأساس الذي وُضع لرفع خطية العالم هو دخول المسيح بالتجسد وصلبه وموته وقيامته.
6.لأنه قد جاء وقت نزع الأول وتثبيت الثاني:
«ثم قال هأنذا أجيء لأفعل مشيئتك يا الله. ينزع الأول لكي يثبت الثاني» (عبرانيين10: 9).
«هأنذا أجيء» كان هذا هو صوت المحبة العظيمة الذي رن في الأزل السحيق قبل دخول الخطية، بل قبل خلق العالم نفسه. إنه صوت الرب يسوع الذي كان لا بد أن يأتي ليفعل مشيئة الله، فلقد ثبت عدم كفاية نظام الناموس المرتبط بالذبائح وقد جاء الرب يسوع لكي يتمم إرادة الله المكتوبة في كتاب المشورات الأزلية والمشار إليه في عبرانيين10: 7 بـ«درج الكتاب». وبدخول المسيح إلى العالم وموته ثم الفداء النظام السابق نظام الناموس ليضع مكانه نظاماً جديداً ينسجم ويتفق مع إرادة الله لذلك أمكن لكاتب العبرانيين أن يقول بعد ذلك «فبهذه المشيئة نحن مقدّسون بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة» (عبرانيين10: 10).