الموسوعة الكتابية: جسم الإنسان (اللسان، المخ)

 اللسان:
هو أحد الأعضاء الهامة في جسم الإنسان، لأنه يُستخدَم في ثلاثة استخدامات هامة هي: التذوّق، والبلع، والنطق.  وهو يتكوّن من عِدة عضلات تُمكِّن الإنسان من التحكم في حركته، كما أنه يتصل بالحنجرة التي تتحكم في الصوت، وتحتوي على الحبال الصوتية.

ويُعتبَر اللسان أحد أدق أعضاء اللمس لدى الإنسان، وأكثرها حساسية.

وفي اللسان 3000 حلمة للتذوق، كل منها يستطيع أن يكتشف نوع واحد من المذاقات الأربعة الرئيسية (الحلو والمر والحريف والمالح). 

وحركة اللسان تساعد على بلع الطعام من الفم إلى الجهاز الهضمي.

كما أنه يرجع إليه الفضل في النطق ببعض الأصوات، لا يمكن للإنسان النطق بها صحيحة بدون مساعدة اللسان. 

*   *   *   *   *

ويَرِد اللسان في العديد من آيات الكتاب المقدس لِما له مِن أهمية، لا سيما من جهة الكلام.  وينبغي أن ينتبه المؤمن إليه أشد الانتباه.  ورغم صغر حجم اللسان في الإنسان، فإن تأثيره عظيم: فهو يدنِّس الجسم كله، وهو يُضرِم دائرة الكون، أي يُشعل الخصام والحروب بين العائلات وبين الدول، وهو يُضرَم من جهنم (يعقوب3).

لكن بالإضافة إلى خطر اللسان وضرره، فهو إذا ضُبط بالروح القدس وأُحسن استخدامه قد يكون واسطة لتمجيد الله (مزمور 45: 1)، وبَركة الإنسان (أمثال 12 :18).

والتصاق اللسان بالحنك يدُلّ على منتهى العطش. ونتذكر أن هذا كان أحد أسباب معاناة ربنا يسوع المسيح عندما عُلِّق لأجلنا فوق الصليب (مزمور 22 :15).

وكلمة «اللسان»، بالإضافة إلى وصفها لهذا العضو الصغير في فم الإنسان، فهي تُستخدم في الكتاب المقدس كتعبير عن اللغة التي يتكلم بها البشر.  ونحن نعرف أنه عند برج بابل فرَّق الله لغات الشعوب إلى ألسنة كثيرة، فيما عُرف ببلبلة الألسنة (تكوين11).  ويوم حلول الروح القدس على المؤمنين في يوم الخمسين، تكلم الذين حلَّ الروح القدس عليهم بألسنة أخرى، إعلانًا من الله أن الشهادة ستكون لكل شعوب العالم ولغاته (أعمال2). 

المخ

يُسمّى مُخ الإنسان أيضًا: "الدماغ"، وهو عضو من أهم الأعضاء في الإنسان.  حيث أنه مركز التحكم في الجسم، يتحكم في العديد من الأعمال التي تحدث في داخلك بدون تفكير منك أو تدخُّل: مثل التنفس والهضم ومعدل ضربات القلب.  بالإضافة إلى العديد من الأعمال الإرادية التي تتحكم إرادتك فيها، مثل: التفكير والكلام والحركة.

ومخ الإنسان يتكون من 80% من الماء.  وهو يتوقف عن النمو عند بلوغ سن الخامسة عشر.  وأما المعرفة فلا تتوقف مدى الحياة.

ويتكون المخ من حوالي 10 بليون إلى 100 بليون خلية عصبية تعمل معًا للتفكير والذاكرة. وهي تسيطر على العضلات والأعصاب وأجهزة الجسم جميعًا.  وتتحرك الإشارات بين الأعصاب بسرعة حوالي 90 مترًا في الثانية.

والمخ يعمل أسرع من أي كمبيوتر في العالم.  ويعتبَر، بدون منازع، أعظم مركز تحكم في الوجود.

والإنسان له أكبر دماغ مقارنة بجسمه، إذا قيس بباقي الكائنات الحية.  ومتوسط وزن المخ في الرجل كيلو و358 جرامًا، وعند المرأة كيلو و256 جرامًا.  مما يعني أن الرجل بصفة عامة "مخه أكبر". 

وإذا بقي المخ لمدة أربع دقائق بدون أكسوجين، فإن خلاياه تموت، ولا يمكن بعد ذلك استبدالها.

ونظرًا لأهمية المخ فإنه موجود داخل الجمجمة العظمية، لحمايته.  وكثير من الذين يعملون أعمالاً خطرة، مثل عمال الإنقاذ وكذلك الجنود في ميدان القتال، يلبسون خوذة تحمي رؤوسهم أو أدمغتهم من الخطر، حيث أن حياة الإنسان هي في رأسه.

*   *   *   *   *

لم تَرِد في الكتاب المقدس إشارة صريحة إلى هذا العضو، ولكن هذه الكلمة وردت عدة مرات عن «مخ العظام» (أيوب 21: 24) أي النخاع، كما أننا نقرأ عن «المخاخ» في عبرانيين 4: 12، وهي جمع "مخ". 

وعندما وصف سليمان الحكيم أعضاء الجسم ووظائفها المتنوعة، فقد أشار في النهاية، قبيل الحديث عن موت الإنسان، إلى أمرين هامين، أعطاهما قيمة أكبر من باقي الأعضاء، وهما: «حبل الفضة (و) كوز الذهب» (جامعة 12: 6).  ويمكننا أن نرى فيهما: المخ «كوز الذهب»، والنخاع الشوكي «حبل الفضة».

وإذا عرفنا أن حياة الإنسان هي في مخه، أي في رأسه، فما أعظم هذه الحقيقة من الناحية الروحية، فرأس المؤمنين هو المسيح، ومعلوم أنه لا يمكن لواحد أن يصل إلى رأسنا الموجود في السماء، وبالتالي فإن حياة المؤمنين محفوظة ومضمونة.