أولاً : مع الله
إن كلمة «شركة» في الكتاب المقدس تعني «التشارك معًا». أي المُشاركة بين شخصين أو أكثر في أمر يهم الطرفين. بهذا الفكر دعونا نقرأ بعض العبارات في كتابنا المقدس عن الشركة .
«أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا» (1كورنثوس 1: 9).
«شاكرين الآب الذي أهلنا لشركة ميراث القديسين في النور» (كولوسى 1: 12)
«أما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح» (1يوحنا 1: 3)
أليس هذا امتيازًا عظيمًا؟ فالله الذي خلصنا وطهّر بالإيمان قلوبنا أعطانا هذا الإمتياز العظيم أن ندخل في شركة معه هو شخصيًا. هل أدركت ذلك؟ هل تتمتع عمليًا بهذا الإمتياز العظيم؟ هل تعرف معنى الشركة مع الله فى حرية وبساطة والتبادل المُشترك مع شخص قريب جدًا منك؟.
شروط التمتع بالشركة :
1 - الرجوع القلبي لله : هل رجعت عن حياتك الماضية؟ هل أنت من أولاد الله الحقيقيين؟ هل يقول الله عنك «كان ميتًا فعاش وكان ضالًا فوجد».
2 - الإعتراف بالخطية وإدانتها : إن التساهل مع أبسط خطية كافٍ بأن يحرمنا من هذه الشركة. فلقد قال الرب «لست أطيق الإثم» وأيضًا «آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين إلهكم» (إشعياء 1: 13؛59: 2).
3 - السلوك في النور : إننا نخدع أنفسنا عندما نسلك في الظلمة وندَّعى أن لنا شركة معه ولكن إن سلكنا في النور سنتمتع بحلاوة وقوة الشركة.
4 - المواظبة على الخلوة والصلاة : إن الحديث اليومي مع الله والتعوّد على سماع صوته بصورة مستمرة يُمتعنا بحضوره المستمر معنا (راجع الأعداد السابقة).
5 - حفظ وصايا وكلمة الرب بصورة عملية : كلما درسنا كلمة الرب بعُمق وأحببناها في قلوبنا وسكنت فينا بغنى سنتمتع بقول المسيح «إليه نأتي وعنده نصنع منزلًا» (يوحنا 14: 23)
6 - عِش حياة الترنيم والتسبيح للرب : هل تتذكر بولس وسيلا فى السجن ؟. لقد كانا يُصليان ويُسبحان الله. ماذا كانت النتيجة؟ حضور إلهي عظيم (أعمال 16: 25) تمتع بالقول «أغني للرب في حياتي أرنم لإلهي مادُمت موجودًا فيلذ له نشيدي وأنا أفرح بالرب» (مزمور 104: 33)
7 - المواظبة على اجتماعات المؤمنين : إن الرب يسكن وسط تسبيحات شعبه، تذكّر قوله «أُخبر باسمك إخوتى وفي وسط الكنيسة أسبحك» (عبرانيين 2: 12).
نتائج حياة الشركة المستمرة :
1) حياة الشِبع والإمتلاء : تذكَّر المكتوب «أمامك شِبع سرور في يمينك نعم إلى الأبد» (مزمور 16: 11)
2) حياة الفرح الحقيقي : ألم يفرح التلاميذ عندما رأوا الرب بعد القيامة، أليس مكتوبًا «إفرحوا في الرب كل حين» (فيلبى 4: 4).
3) التمتع بمعرفة فكر الرب : تذكّر ابراهيم رجل الشركة المستمرة مع الله وكيف قال الرب له «هل أخفي عن ابراهيم ما أنا فاعله» (تكوين 18: 17)
4) قوة التأثير على الآخرين : تأمل في أندراوس الذي مكث مع الرب يومًا كاملًا خرج من عنده وبكلمات بسيطة استطاع أن يربح أخاه سمعان بطرس للمسيح (يوحنا 1: 42،41)
5) حياة النمو والتغير المستمر : لقد مكث موسى رجل الله مع الرب أربعين يومًا على الجبل فنزل وجلد وجهه يلمع. وهكذا نحن لنا هذا الإمتياز كما هو مكتوب «ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف (من خلال الشركة) .. نتغير إلى تلك الصورة عينها» (2كورنثوس 3: 18)