فرد العصفور جناحيه بمجرد أن فُتح باب القفص، وابتدأ يضرب الهواء بهما مُحلّقًا فرحًا بالحرية التي تصوَّرت أمام عينيه. ومع ضربات جناحيه أخذ يعلو ويبتعد عن قفصه. وبعد القليل من اللهو، ومع إحدى تلك الضربات وجد أنه لا يعلو ولا يبتعد واكتشف الحقيقة، لقد رُبط في رجله خيط رقيق لم يُلاحظه بسهولة. وفي حين ظن أنه في الحرية، لم يكن الأمر في الواقع سوى أنه انتقل من سجن إلى سجن أوسع بقليل. ثم ما هي إلا لحظات وشعر بقوة تجذبه للعودة إلى قفصه الصغير، ومن جديد يغلق عليه باب ذلك القفص. لقد استرده سيده إلى عبوديته فعاد إلى وضعه مع الكثير من الإرهاق الذي أصابه. صديقي ، كم من مرة قُلتها «أنا حر أفعل ما أشاء»، وفي حين ظننت ذلك لم تفطن إلى ذلك الخيط الرقيق الذي يقيد حريتك الحقيقية؟ كم مرة انتقلت من سجن إلى سجن آخر، هو سجن لا يفرق إلا في شكل الجدران وبنفس السجان؟ كم قيدتك خيوط حب الذات والحقد وأتلفت أعصابك وأضاعت سلامك؟ كم مررتك خيوط أخرى من خطايا ظاهرة ومستترة أذلت حياتك؟ وفي حين خُدعت من تلك الحرية الزائفة، في لحظة وجدت نفسك أمام الحقيقة أنك لست حرًا وعُدت إلى حالك الأول وربما أردأ؟ هل تسمح لي أن أدلَّك على طريق الحرية الحقيقية !! ...
إنه يسوع المسيح، الذي قال «إن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحرارًا» (يو 8: 36) لقد حرر المسيح الكثيرين من سلطان إبليس ومن خطاياهم، وهو يريد أن يفعل ذلك معك ... فقط، أطلبه بكل قلبك وستختبر فيه الحرية الحقيقية.