تكلمنا فى العدد السابق عن محبتنا بعضنا لبعض في قول الكتاب «أحبوا بعضكم بعضًا من قلب طاهر بشدة» والآن نتكلم بمعونة الرب عن المودة.
«وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية» (رومية 12: 10).
المودة: هي المظهر العملي للمحبة، فالمودة تظهر في اهتمام الواحد بالآخر، وزيارته، وتسديد بعض احتياجاته، ومعاونته، وإضافته. وإظهار كل مشاعر طيبة له.
ومع أنه توجد مودة بين أهل العالم، فهم يقدِّمون الهدايا بعضهم لبعض، ويجاملون الواحد الآخر فى المناسبات المختلفة؛ لكن المودة الأخوية الصحيحة هي التي تنبع من المحبة الإلهية، لأن المحبة هى طبيعة الله نفسه.
ما أحلى أن يوجد المؤمنون بعضهم مع بعض في جو من الشركة والمحبة والمودة واللطف، ويظهرون لبعضهم البعض كل حنو وعطف، وكل تقدير متبادل وتضحية، لا قسوة ولا كبرياء ولا تعاظم ولا مذمة ولا مشاكل.
والمودة بين بعضنا البعض تجعل كل أعضاء جسد المسيح يعملون بطاقة وبصحة روحية لمجد اسمه العظيم.
والرسول بطرس فى رسالته الثانية 1: 7 يربط المودة الأخوية بالتقوى والمحبة إذ يقول «وفي التقوى مودة أخوية. وفي المودة الأخوية محبة».
إن الحياة المسيحية الصحيحة تتجه نحو الله بالتقوى، ونحو الآخرين بالشهادة اللامعة والسلوك الصحيح، وتتجه نحو الإخوه بالمحبة الإخوية والمودة.
أخي.. هل تتعامل مع الآخرين بود؟ هل تظهر مشاعر المحبة الصادقة تجاههم؟
تذكَّر أن الرب يسوع، المثال الكامل، كان محبًّا للعشارين والخطاة، وكم أظهر الود لهم. وعندما قدّموا إليه أولادًا لكي يلمسهم أظهر لهم المودة إذ احتضنهم، ووضع يديه عليهم وباركهم (مرقس10: 16). فالرب يسوع كان يظهر الود للجموع، للكبير وللصغير.
ونحن ينبغى أن نفعل ذلك بمشاعر صادقة ومحبة قلبية.