كل مؤمن حقيقي بالرب يسوع قد حصل على السلام مع الله «فإذ قد تبرّرنا بالإيمان لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح» (رومية5: 1). وأيضًا يتمتع بسلام في الطريق أمام تجارب وظروف الحياة المختلفة فها قول الرب لنا «سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم» (يوحنا14: 27). ولكن هناك مسئولية علينا وهي أن نعيش في سلام مع الآخرين. فقول الرب لنا «سالموا بعضكم بعضًا» (مرقس9: 50)؛ أي لا نتخاصم، فلا يكون بين أولاد الله القديسين أيّة مشاكل. فلقد اختلف التلاميذ بعضهم مع بعض في من هو الأعظم؟ فجلس الرب ونادى الاثنى عشر وقال لهم «إذا أراد أحد أن يكون أولاً فيكون آخر الكل وخادمًا للكل. بل الكبير فيكم ليكن كالأصغر والمتقدم كالخادم» (مرقس9: 34،35؛ لوقا22: 24،26). ولقد أوضح لهم أن الكبرياء ينبغي أن تُوضع جانبًا وتُستبدَل بالخدمة المتواضعة للجميع، وأن الطريق للتفوق هو أخذ المكانة الأدنى في الخدمة والحياة من أجل الآخرين عوضًا عن الحياة من أجل الذات. فإن «الخصام إنما يصير بالكبرياء» (أمثال13: 10)، وبسبب الطمع (لوقا 12: 15). ولكن عندما نتضع ونحكم على أنفسنا، فلا بد أن نكون في سلام مع الآخرين. وعندما يكون غرضنا جميعًا مجد المسيح فلا بد أن نكون في سلام بعضنا مع بعض، لا صراع على خدمة معينة أو منصب معين. وعندما نعيش حياة القداسة العملية أمام الله وننفصل عن الشر فإننا بسهولة جدًا سوف نكون في سلام بعضنا مع بعض. عندما نتأمل في حياة رجل الله إبراهيم، الذي كان يسكن معه لوط، وكانت أملاكهما كثيرة ولم يقدرا أن يسكنا معًا، إذ حدثت مخاصمة بين رعاة مواشي كل منهما. لكننا نجد إبراهيم، رجل السلام المضحي، يقول للوط «لا تكن مخاصمة بيني وبينك وبين رعاتي ورعاتك لأننا نحن أخوان... اعتزل عني: إن ذهبت شمالاً فأنا يمينًا وإن يمينًا فأنا شمالاً... فاعتزل الواحد عن الآخر» (تكوين13: 8-11) وبقيا فى سلام بعضهما مع بعض.
يقول الكتاب «عبد الرب لا يجب أن يخاصم» (2تيموثاوس2: 24)، فإن إلهنا هو إله السلام (عبرانيين13: 20). ومكتوب عن الرب يسوع أنه «لا يخاصم ولا يصيح ولا يسمع أحد في الشوارع صوته» (متى12: 19)، فهو رئيس السلام (إشعياء9: 6) وهو رب السلام (2تسالونيكى3: 16). وبالنسبة لعلاقة المؤمن مع بقية المؤمنين فهناك الأمر الإلهي «سالموا بعضكم بعضًا»، أما بالنسبة لعلاقة المؤمن مع جميع الناس فهي «إن كان ممكنًا فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس» (رومية12: 18)، أي نسالم جميع الناس ولكن ليس على حساب الحق الإلهي. إذًا فالمؤمن يجب أن يكون دائمًا في جانب السلام مع جميع الناس وهذا يتفق مع كلام الرب في الموعظة على الجبل «طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون» (متى5: 9).
أخي.. أختي.. هل أنت في سلام مع الله؟ هل أنت في سلام من جهة ظروف الحياة؟ هل أنت في سلام مع كل المؤمنين؟ هل أنت في سلام مع جميع الناس؟