بركات روحية
لا حدود للنتائج المريرة التي حصدها الإنسان بسبب الخطية، ولا وصف للحالة التي أصبح عليها. لكن هل من علاج؟ ارفع عينك إلى المصلوب، ستجد علاجًا شافيًا يمحو كل آثار الخطية. وليس هذا فقط، بل ستجد ينابيع من البركات الروحية التي لا تُحصى، والتي سنتأمل في واحدة منها الآن.
موقف الإنسان
من يوم أخطأ آدم واختبأ خلف الأشجار ليتجنب اللقاء مع الرب الإله، وفصلت الخطية بينه وبين الله؛ أصبح الإنسان في جانب العداوة من الله. فالناس لا يريدون الاقتراب منه، خوفًا من أن يكشف نوره حالتهم الفاسدة. وإن أرادوا فهم لا يستطيعون، بسبب قداسة الله. والشيطان، عدو كل بر، أدخل للعالم كل ما يشبع رغائب الإنسان حتى لا يشعر باحتياجه إلى الله. وامتلأ قلب الإنسان بالبغضة لله، رافضًا مجرد التفكير في العودة إليه.
موقف الله
يقول الكتاب المقدس «حيث كثرت الخطية، ازدادت النعمة جدًا» (رومية5: 02). ماذا كان يستحق الإنسان أمام موقفه إلا أن يصب الله جام غضبه من السماء؟ لكن بدلاً من هذا، نرى الله في غنى نعمته يسعى لمصالحة الإنسان، راضيًا بدفع الثمن الغالي؛ ألا وهو بذل ابنه الوحيد على الصليب (يوحنا3: 61).
صصفات المصالح
من قديم الزمان وكل الأنبياء والمؤمنين الأتقياء يبحثون عمن يقوم بدور المصالح والوسيط بين الله والناس، كما جاء على لسان أيوب «ليس بيننا مصالح يضع يده على كلينا، ليرفع عني عصاه ولا يبغتني رعبه» (أيوب9: 33،43). ومن مضمون السؤال نستنتج الصفات الواجب توافرها في من يقوم بهذا الدور؛ وهي:
- لكي يضع يده على الله، يجب أن يكون مرتفعًا معادلاً له.
- لكي يضع يده على الإنسان، يجب أن يكون متضعًا في مستوى الإنسان.
- لأن الله عادل وقدوس، فعلى الوسيط أن يفي كل مطاليب عدالته من جهة خطية الإنسان.
- لأن الإنسان مدان ومديون، فعلى الوسيط أن يقوم بتسديد ما عليه من دين لله.
عجعجز الجميع
إن أتقى الناس وأفضل الملائكة لا يستطيعون القيام بدور الوسيط، فليس منهم من هو أهل للصفات السابق ذكرها، ولأنهم ليسوا معصومين من الخطإ.
المصالح الوحيد
يعلن الكتاب المقدس تفرد المسيح بهذا العمل؛ فعلى سبيل المثال نقرأ «لكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح» (2كورنثوس5: 81-91). «أن يصالح به (بالمسيح) الكل لنفسه، عاملاً الصلح بدم صليبه» (كولوسي1: 02). والآية الشهيرة «لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس: الإنسان يسوع المسيح، الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع» (1تيموثاوس2: 5،6). مما سبق، مع الكثير جدًا في الكتاب المقدس - نفهم أهلية المسيح وحده لهذا العمل؛ فهو:
- فيه وحده تُحل معضلة صفات المصالح؛ فهو المعادل لله (في2: 6)، والذي مع عظمته وسموه اتضع ووُجد في الهيئة كإنسان (فيلبي2: 8؛ يوحنا1: 41)، وعلى الصليب استطاع أن يواجه مطاليب عدالة الله ويسدد كل دين الإنسان.
- قدّم نفسه بروح أزلي، لله، بلا عيب (عبرانيين9: 41،51).
- الله جعله خطية لأجلنا وهو الذي لم يعرف خطية (2كورنثوس5: 12).
- بذل نفسه فدية لأجل الجميع (1تيموثاوس2: 6).
- دمه المسفوك على الصليب هو دم الكفارة الذي ينادي بالصفح والغفران (عب21: 42).
نتنتائج المصالحة
لمن تصالحوا مع الله، ونالوا القبول التام أمامه، أُعطيت كلمة المصالحة. لذا نسعى كسفراء عن المسيح طالبين من الناس أن يتصالحوا مع الله.
نداء للأعداد
صديقي القارئ.. لماذا تستمر في عدائك لله، متجنبًا عن حياته، محرومًا من السعادة الحقيقية؟ ماذا تريد أكثر من هذا؟ إن الرب يسوع يمد لك يد المصالحة الآن.. فهل تضع يدك في يده، معلنًا قبولك له مصالحًا.. ليتك تفعل الآن، قبل فوات الأوان؟