رأينا سابقًا أن شدة الغريزة الجنسية ودرجة إلحاحها يختلفان من شخص لآخر، سواء كان مؤمنًا أو غير مؤمن. وأن هذا يتوقف على عوامل كثيرة ليس من بينها الإيمان أو الحالة الروحية. فلا داعي لإدانة النفس وتعذيبها إذا وجد الشاب أو الشابة هذه الغريزة تنادي بإلحاح في داخله، فهناك بعض الشباب الرغبة متقدة في داخلهم نتيجة تركيبهم الذي خُلقوا به وعوامل أخرى لا دخل لهم فيها فهم ينطبق عليهم إجابة الرب على التلاميذ عندما سألوه عن الشخص الذي ولد أعمى «من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ أجاب يسوع لا هذا أخطأ ولا أبواه لكن لتظهر أعمال الله فيه» (يوحنا9: 2،3).
لكن هناك بعض العوامل التي تحول هذه الرغبة إلى شهوة.
ممعنى كلمة شهوة:
هي الرغبة الملحة التي تريد التنفيذ السريع وترفض التأجيل، عندئذ يفضل الشخص هذه الرغبة التي يشتهيها على كل شيء آخر، ويكون مستعدًا لتأجيل كل شيء آخر ما عداها. وليس بالضرورة أن تسعى الشهوة وراء رغبة رديئة، فهناك أنواع كثيرة من الشهوات يتكلم عنها الكتاب منها «شهوة الجسد» (1يوحنا2: 16)، و«الشهوة العالمية» (تيطس2: 12)، ولكن منها أيضًا «شهوة الصدّيقين» (أمثال10: 24)، ومنها أيضًا شهوة إنسانية بريئة (انظر عاموس5: 11).
والجسد يحاول أن يستخدم الرغبة الجنسية البريئة التي خلقها الله ليحولها إلى شهوة جسدية مختلطة بكل الدوافع الجسدية الغير مقدسة. شهوة مُلحة متزايدة لامتلاك ما ليس له، وبأي طريقة. ولا يهدأ طالما لم تتحقق، وهو ما يشكل حِملاً ثقيلاً على كاهل كثير من المؤمنين من الشباب.
مسمسئولية المؤمن
لكن هناك بعض الأسباب مسئول عنها المؤمن تغذي رغبات النفس وتستثير ما هو كامن فيها وتساعد على اتقاد الشهوة في داخل الشخص، منها:
- مداعبة الرغبة وتغذيتها بالنظر والأفكار، عن طريق مداخل الإنسان المختلفة: النظر والسمع والفكر. مثلما حدث مع داود عندما كان يتمشى على السطح.
- الاختلاط الزائد والاستلطاف بين الشباب والشابات ودرجة التقارب غير العادية، والتعامل المنفتح بزيادة.
- العزلة والابتعاد عن الآخرين «المعتزل يطلب شهوته» (أمثال18: 1).
- الكسل والفراغ عندئذ سيكون الشاغل المستمر للشخص هو الشهوة «شهوة الكسلان تقتله» (أمثال21: 25).
- الكبت والتعامل الناموسي الخاطئ، ورفض مجرد وجود الرغبة «الخطية وهي متخذة فرصة بالوصية أنشأت فيَّ كل شهوة» (رومية7: 8).
خطورة تحويل الرغبة إلى شهوة جسدية
- الشعور باللذة الوقتية التي تربط الشخص أكثر بالشهوة (أمثال13: 19).
- تقوية الإرادة للسير في طريق الشهوة «شهوتك وجدت لذلك لم تضعفي» (إشعياء57: 10).
- الاستعباد لهذه الشهوة الجنسية وصعوبة التخلص من تأثيراتها المختلفة «مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة» (تيطس3: 3).
لكن ما هو دور الإيمان في التعامل مع هذه الغريزة، وهذه الشهوات؟
وهل للحالة الروحية علاقة بطريقة التعامل معها؟
هذا موضوعنا في عدد قادم إن أذن الرب.