1- موقعه وتميزه:
هو واحد من أهم الأسفار التاريخية في العهد القديم والبالغ عددها 17 سفرًا؛ إذ به تبدأ الأسفار الستة التي تسجِّل نشأة وتطور المملكة في إسرائيل. وهو يغطي فترة زمنية قدرها حوالي مئة عام. يتميز بحلاوة أسلوبه وجاذبية قصصه، حتى صارت أحداثه من أشهر القصص التي يعرفها الصغار قبل الكبار، مثل قصص: حنة وصموئيل، وداود وجليات، وداود ويوناثان، وغيرها...
2- كاتبه:
صموئيل النبي، وأكمله ناثان النبي وجاد الرائي (1أخبار29: 29).
3- موضوعه:
يمكننا القول إن هذا السفر هو قصة ثلاثة رجال، هم: صموئيل وشاول وداود. ومن خلال حوادث حياتهم يسجِّل الروح القدس لنا بعض التحولات الهامة جدًا في تاريخ شعب إسرائيل مثل:
تحول روحي: يسجل السفر فشل الكهنوت الذريع المتمثل في عالي الكاهن وأولاده، وبروز وظيفة النبي متمثلة في صموئيل الذي صار القائد الروحي للشعب (1صموئيل3؛ أعمال3: 24).
تحول جغرافي: المتمثل في انهيار شيلوه كأول مركز ديني للشعب أسسه يشوع بإقامة خيمة الاجتماع (بيت الرب) فيه (يشوع18: 1)؛ وذلك بخروج التابوت منها وعدم عودته إليها (1صموئيل4؛ إرميا7: 12)، وعدم إقامة الخيمة مرة ثانية.
تحول سياسي: رفض الشعب لمُلك الرب المباشر عليهم، وطلبهم لأنفسهم مَلكًا كسائر الشعوب. فأعطاهم الرب بغضب وحزن شاول الملك (1صموئيل8؛ هوشع13: 11).
تحول نبوي: بروز الرجل الذي من خلاله تتم النبوات: داود، الذي منه سيأتي المسيح ابن داود (1صموئيل16). ويسجل قصة رفضه وآلامه ثم مُلكه، لتصبح إشارة واضحة لما سيحدث مع المسيح.
4- غرضه:
إبراز فشل الإنسان الذريع، وفي نفس الوقت نعمة الله التي لا تفرط في مَن تحب، إذ أن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة. فبعد أن ظهر فشلهم المخزي في الكهنوت، ثم في رفضهم لملك الرب عليهم وطلبهم لأنفسهم ملكًا غير الرب، يعود ويرحمهم ويعطيهم بمحبته رجلاً بحسب قلبه. وعلى الرغم من اضطهادهم لهذا الرجل ورفضهم إياه فهو الذي يخلصهم من كل ذلهم.
5- أقسامه:
1) صموئيل1-7
أ- ولادته:
ُلد كاستجابة لصلاة أمه ص1
وتسبيحة أمه بعد ولادته2: 1-10
ب- دعوته:
حفظ الرب له رغمًا عن نجاسة المحيطين به 2: 12-26
تحذير الرب لعالي 2: 27-36
الرب يعلن نفسه لصموئيل ص3
ج- خدمته:
القضاء المروع على إسرائيل وضياع التابوت ص4
التابوت سبعة أشهر عند الفلسطينيين ص5
عودة التابوت ص6
النصرة بالصلاة ص7
2) شاول 8-15
أ- اختياره:
الشعب يطلب لنفسه ملكًا والرب يقبل ص8
صموئيل يتعرف على شاول ص9
صموئيل يمسح شاول ص10
ب- ملكه:
شاول ينقذ يابيش جلعاد ويثبت ملكه ص11
خطاب صموئيل الوداعي ص12
ج- رفضه:
خطأه الأول ورفض مملكته ص13
انتصار يوناثان وغيرة شاول منه ص14
]خطأه الثاني ورفض شخصه ص15
3) داود 16-31
أ- مسحه:
اختياره، ومسحه ص16: 1-13
ب- خدمته:
خادم لشاول وحامل لسلاحه ص16: 14-23
قتله لجليات ص17
محبة يوناثان له ص18: 1-7
غيرة شاول منه ومحاولة قتله ص18: 8-30
ج- نفيه وطرده:
هروبه وتيهانه وضعفاته وانتصاراته ص21-30
موت صموئيل ص25، 28
موت شاول ويوناثان ص31
6- أهميته الروحية:
- يرينا فساد قلب الإنسان وفشله عندما يوجد في أقدس مكان (أولاد عالي)، أو عندما تتاح له أعظم الامتيازات (شاول). فلا قداسة المكان ولا سمو الامتيازات يغيران قلب الإنسان؛ نعمة الله فقط هي التي تعمل هذا.
- يرينا أنه في وسط أنجس الناس يوجد أتقياء (صموئيل)؛ ووسط أشرس الظروف يوجد أتقياء (داود وأبيجايل).
- لقد أرجع الشعب سبب متاعبهم لغياب ملك منظور عليهم، وليس لخطاياهم؛ ووجدوا في انحراف أولاد صموئيل فرصة لكي يطلبوا طلبهم الشرير. وهكذا قلوبنا دائمًا تلوي الحقائق وتستثقل التوبة.
- الشرير ينجح، وفي النهاية حتمًا سيسقط. والتقي يتألم ويُضطهد ويُرفض، لكنه في النهاية حتمًا سيُرفع.
- من يوناثان نتعلم أن من يستكثر التضحية على مسيح الرب لن يبقى له إلا الموت وسط الغُلف.
- السفر يسجل سبع مآسي هي على الترتيب: مأساة تعدد الزوجات (ص1) - إهمال تربية الأولاد (ص2) - العبادة الشكلية والادعاء الفارغ (ص4) - التحول عن الرب إلى المنظور (ص8) - عدم الصبر (ص13) - الطاعة الجزئية (عصيان) (ص15) - تحول المؤمن عن الرب إلى الناس طلبًا للمعونة وقت الضيق (داود في 21، 25، 29).
- السفر يبرز بوضوح أهمية الصلاة: 1: 9-20؛ 7: 5-10؛ 8: 6؛ 12: 19-23؛ 28: 6.
تواريخ وأرقام
صموئيل وُلد سنة 1137ق.م تقريبًا السفر يتكون من 31 إصحاحًا، 810 عددًا. ويمكن قراءته في حوالي ساعة ونصف. ذُكر فيه كلمة «مسيح» 7 مرات، «رفض» 6مرات. التابوت مكث في شيلوه 300 سنة تقريبًا، وأُخذ من شيلوه 1116ق.م تقريبًا ولادة داود 1085 ق.م تقريبًا، موت شاول ويوناثان 1055ق.م تقريبًا