ما زلنا نتأمل في تعاسة البشرية بسبب الخطية. لكن من الجانب الآخر فهناك بركات روحية كعطية إلهية مجانية. ولأن الخطية سبّبت الهلاك لكل الجنس البشري، فالكل يحتاج إلى الخلاص. لأن الخلاص والهلاك على طرفي نقيض. وهذا نفهمه من قول الرب «لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلِّص ما قد هلك» (لوقا 19: 10 اقرأ أيضًا متى 18: 11؛ 1تيموثاوس 1: 51).
في هذا الموضوع العظيم نحصر تأملنا في النقاط الآتية:
ما الذي نحتاج أن نخلص منه؟
1- من الخطية: لأننا مولودون بها «يخلِّص شعبه من خطاياهم» (متى 1: 21).
2- من النجاسة: «وأخلِّصكم من نجاساتكم» (حزقيال 36: 29).
3- من الغضب: «نخلص به (بالمسيح) من الغضب» ( رومية 5: 9).
4- من الأعداء: «خلاص من أعدائنا» (لوقا 1: 71).
5- من الشيطان: «خرجت لخلاص شعبك ... سحقت رأس بيت الشرير» (حبقوق 3: 13).
من هو المخلص؟
يلغي الكتاب المقدس تمامًا فكرة وجود خلاص عند أي مخلوق، مهما علا شأنه السياسي أو الديني «لا تتكلوا علي الرؤساء، ولا على ابن آدم حيث لا خلاص عنده» (مزمور 146: 3) وفي نفس الوقت يوجِّه نظرنا لمخلِّص وحيد لا سواه «ليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أُعطيَ بين الناس به ينبغي أن نخلص» (أعمال 4: 12) .
ما هي كلفة الخلاص؟
لك أن تتخيل - إن استطعت - حجم الدينونه والعذاب الأبدي الذي كان ينتظرنا. وأن كل هذا قد احتمله المسيح وهو معلَّق على الصليب. فكم تألم! وكم احتمل حتى صرخ من هول الآلام. وكيف سفك دمه الكريم. وكيف سَرَتْ النار في عظامه؟ وهذا شيء قليل من الكثير الذي قاساه المسيح ليخلِّصنا.
كيف أحصل على ها الخلاص؟
هذا الخلاص العظيم، الذي أكمله المخلِّص العظيم، والذي في سبيله احتمل الكلفة العظيمة؛ مقدَّم لك مجانًا!! ولك أن تحصل عليه بكل يُسر وسهولة.
فالخلاص:
بالنعمة: «بالنعمة أنتم مخلَّصون» (أفسس 2: 5 ،8).
بالإيمان: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص» (أعمال 16: 31).
بالدعاء: «لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص» (رومية 10: 13).
بالالتفات: «التفتوا إليَّ واخلصوا» (إشعياء 45: 22).
متى أحصل على الخلاص؟
يمكن الحصول عليه ولو في آخر لحظات حياتك. فإن كنتَ تضمن أنك ستعيش سنينًا كثيرة أو شهورًا أو حتى أيامًا فلا تخف؛ يمكنك أن تطلب الخلاص فتجده في أي وقت.. ولكن إن كنت لا تضمن أنك ستنتهي من قراءة المجلة، فلماذا تتوانى؟ إنك الآن في يوم الخلاص؛ وغدًا قد تكون في يوم الانتقام «هكذا قال الرب: في وقت القبول استجبتك وفي يوم الخلاص أعنتك» (إشعياء 49: 8) «هوذا الآن وقت مقبول، هوذا الآن يوم خلاص» (2كورنثوس 6: 2)
نتيجة إهمال الخلاص
إن أنت تركت المجلة الآن قبل أن تضمن لنفسك نوال هذا الخلاص، فأنا لا أتركك قبل أن أبلغك بهذا التحذير «فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟!» (عبرانيين 2: 3).
فالآن لك مطلق الحرية أن تختار: إما الهلاك الأبدي أو الخلاص الأبدي. فإن آمنت بالمسيح، والتفت نحوه، ودعوته من كل قلبك؛ فستنال بالنعمة خلاصًا كاملاً يشمل ماضيك وحاضرك ومستقبلك. وإن أهملت فأنت وحدك تتحمل ما ينتظرك، ويومها لن يخلصك أحد من يده!