هذه حجة القائلين إنه لا توجد قيامة، يقولون: كيف بعد أن يموت شخص ويتحلّل ويصبح ترابًا يقوم من حالة الموت؟ ويقولون: كيف يقوم بعد أن نُثر هذا التراب ويكون قد ذهب أدراج الرياح هنا وهناك؟ ويتساءلون: كيف وقد يكون الناس قد صنعوا من هذا التراب طينًا ثم صنعوا من الطين قوالب الطوب للبناء؟ وكيف يقوم من مات في إحدى السفن في عرض البحر ودُفن في البحر - كقانون البحار - وأكله السمك ثم أكل السمك بعضه، حيث يأكل السمك الكبير السمك الصغير. ثم ماذا بعد أن يصطاد الناس السمك ويأكلونه ثم يموتوا؟ كيف...؟
ولكن هل يجوز للإنسان أن يسأل ويقول “كيف؟” عن أعمال الله؟
أحبائي وإن كان عقل الإنسان يقول إن هذا غير ممكن، لكن الرب يسوع يقول «غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله» (لوقا18: 27).
ما أجمل صلاة أرميا: «آه، أيها السيد الرب، ها إنك قد صنعت السماوات والأرض بقوتك العظيمة، وبذراعك الممدودة. لايعسر عليك شيء»، والرب يجيبه «هأنذا الرب إله كل ذي جسد. هل يعسر عليّ أمر ما؟» (إرميا32: 17،27).
كان إبراهيم «قد صار مُماتًا» ومن ناحية سارة نقرأ عنها «مُماتية مستودع سارة» (رومية4: 19)، ولكن إله القيامة أجابهما قائلاً: «هل يستحيل على الرب شيء؟» (تكوين18: 14).
ماذا يحدث في لحظة هتاف الرب؟
1- الأموات في المسيح سيقومون أولاً، لقد دُفنوا بل زُرعوا في فساد، حيث كانت أجسامهم تخضع للتعب والمرض والموت؛ لكن ستقام في عدم فساد، زُرعوا في هوان لكن سيقاموا في مجد، زُرعوا في منتهى الضعف لكن سيقاموا في منتهى القوة، زُرعوا بأجسام تلائم الحياة على الأرض لكن سيُقاموا بأجساد تلائم الحياة في السماء.
وإن سأل سائل: كيف؟ الإجابة هي أن الرب يسوع المسيح يستطيع كل شيء، وبحسب عمل استطاعته يقدر أن يُخضع لنفسه كل شيء، فالرب في أيام تجسده أقام كثيرين من الموت منهم:
- ابنة كانت ميتة في المنزل عمرها 12 سنة وهي ابنة يايرس (متى9؛ مرقس5؛ لوقا8)
- ابن أرملة في بلدة اسمها نايين كان محمولاً في الطريق ليُدفن (لوقا7).
- لعازر الذي كان له في القبر أربعة أيام حتى أنه أنتن (يوحنا11)
هكذا عند مجيئه فالملايين ممن هم مدفونين في التراب، البعض منهم من آلاف السنين، سيقومون في لحظة إلى المجد الأبدي.
2- نحن الأحياء المؤمنين لا بد أن نتغير «هوذا سرّ أقوله لكم: لا نرقد كلنا، ولكننا كلنا نتغيّر. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فإنه سيبُّوَق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيّر» (1كورنثوس15: 51،52). وما أعظم هذا التغيير؛ فلن تكون للجاذبية الأرضية قوة علينا على الإطلاق، بل ستكون الجاذبية جاذبية سماوية. ويتضمن هذا التغيير انتهاء وتلاشي الطبيعة المولودين بها، طبيعة الخطية. وأساس هذا قد وُضع في صليب ربنا ومخلصنا يسوع المسيح «فإن سيرتنا نحن هي في السماوات التي منها أيضًا ننتظر مخلِّصًا هو الرب يسوع المسيح، الذي سيُغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يُخضع لنفسه كل شيء» (فيلبى3: 20،21).
3- متى الأموات في المسيح أُقيموا والأحياء تغيروا، حينئذ تتم النبوة المكتوبة في أشعياء 25: 8 «يُبلع الموت إلى الأبد، ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه» (اقرأ أيضًا 1كورنثوس 15: 54).
4- سنُخطف جميعًا في السحب، ليست هذه السحب التي نراها في السماء المملؤة ببخار الماء، لكنها سحب المجد العظيمة، مركبات سماوية رائعة مُعَّدة من الله لإتمام هذا الارتحال، حيث سيتم نقل الملايين من الأرض لبيت الآب.
5- سنقابل الرب في الهواء، وهكذا سيتم لقاء القائد المنتصر الغالب الرب يسوع المسيح مع الغالبين، وهم كل المؤمنين (1يوحنا5: 5)، في نفس مركز قيادة العدو المهزوم رئيس سلطان الهواء الروح الشرير الذي يعمل الآن في أبناء المعصية (أفسس 2: 2). ويا له من اجتماع رائع في الهواء، فلن يكون هناك متغيب واحد من المؤمنين الحقيقيين، ولن يكون واحد منهم متأخرًا.
6- عند ملاقاة الرب في الهواء سنرنِّم ترنيمة الظفر والانتصار، ترنيمة مدوية سنهتف بها في وجه الموت، وكأننا نهزأ بالموت إذ فقد شوكته بعد أن فقد الشيطان شكوته، كما سنهزأ بالهاوية (أي القبور) بعد أن خسرت المعركة لإبقاء المؤمنين الراقدين في قبضة سلطانها، سنرنم: «أين شوكتك ياموت؟» وسيرنم المؤمنون المقامون من الأموات: «أين غلبتك يا هاوية؟» وهكذا يُجرَّد ملك الأهوال من رُعبه بالنسبة للمؤمنين.
7- عند انتهاء اجتماع الهواء سيأخذنا الرب مباشرة إلى «بيت الآب»، وهناك سيتقدم بنفسه ويخدمنا ويجلسنا على ما أعده لنا من عروش، ويلبسنا التيجان، ويُمسكنا القيثارات، ويُمتعنا بما لنا من أفراح وأمجاد.
هل أنت على يقين أنك ستذهب وتكون مع المسيح في السماء؟
إن لم يكن ذلك فتعال إليه قبل فوات الآوان.