احذر.. سيُغلق الباب

الأخ شعاع الشمس وماذا فعل؟

شعاع الشمس! هكذا كانوا يسمونه، مع أن الناظر إليه لا يرى في مظهره الخارجي ما يبرّر هذه التسمية، فقد كان مريضًا عاجزًا عن الحركة، لكن لم تكن هذه هي قصته من البداية.

كان اسمه شارل، كان شابًا غنيًا ذكيًا ذا منظر جميل جذاب ومن عائلة شريفة ومعروفة. كان راجعًا ذات يوم مع بعض أصدقائه، وكان في طريقهم حفرة كبيرة عليها لوح من الخشب لعبور المارة؛ فاقترح على أصدقائه أن يقفز فوق الحفرة عوضًا عن أن يعبرها ماشيًا. حاولوا أن يثنوه عن عزمه، لكنه تشبث بالفكرة لأنه كان طائشًا متهورًا، وفعلاً قفز قفزة هائلة أوصلته إلى الجانب الآخر من الحفرة، وما كادت قدماه تلمسان الأرض حتى اعتراه ألم فظيع نتيجة هزة عنيفة في المخ، لكنه تجلّد وتقبّل تهاني أصدقائه، مع أنه كان في شدة الألم. وعندما استيقظ في الصباح التالي لم يقوَ على الحراك؛ لقد أصيب بالشلل.. تبرّم وبكى وتألم نفسيًا جدًا، وامتلأ عقله بالأفكار المُرّة، وكان يثور لأتفه الأسباب.. كان كثيرون من المؤمنين يصلّون لأجله،وخصوصًا ابنة عمه التي جاءته يومًا، وكان جالسًا في ورشة صغيرة للنجارة كان قد أعدها خصيصًا ليمضي فيها الوقت متسليًا؛وكلّمته عن محبة الله،والأهم أن روح الله عمل فيه، فصرخ من أعماق قلبه طالبًا الخلاص. وهكذا صار الرب يسوع هو محور أحاديثه، وكان دائمًا يغذّي نفسه بكلمة الله.

وفي ذات يوم علّق إعلانًا على سور حديقته يقول فيه: “من يأتي غدًا قبل الظهر، فأنا مستعد أن أسدِّد كل ديونه” ولكن لم يأتٍ إليه إلا شخص واحد فقط، وفعلاً قام بتسديد كل ديونه. أذاع هذا الشخص الخبر بين الناس، فأتي إليه بعد الظهر عدد غفير من المديونين، ولكنه قال لهم: “التفتوا إلى الإعلان.. ألا ترون في السطر الأول كلمتي: قبل الظهر” وانتهز هذه الفرصة فبشّرهم بالإنجيل، وأظهر لهم كيف أن الكثيرين يرفضون أن يؤمنوا ببشارة الإنجيل ويأتوا إلى الرب يسوع المسيح كالمخلِّص في زمان النعمة قبل أن يُغلق الباب.

نعم سيُغلق الباب!

كرز نوح قديمًا وظل يكرز طوال المدة التي حدّدها له الرب 120 سنة (تكوين6: 3) وفي نهايتها قال الرب لنوح: «ادخل أنت وجميع بيتك إلى الفلك» وفعل نوح كما أمره الرب. وفي تكوين 7 تأتي هذه العبارة المهمة جدًا «وأغلق الرب عليه»؛ وإن كان الرب قد أغلق الباب فمن يستطيع أن يفتح؟! «وكان الطوفان أربعين يومًا على الأرض» ولم يستطع أحد أن يدخل إلى الفلك إلا نوح وعائلته قبل غلق الباب. والذين خارج الفلك كانوا قبل الطوفان يأكلون ويشربون ويتزوجون ويزوجون إلى اليوم الذي دخل فيه نوح الفُلك، ولم يعلموا حتى جاء الطوفان وأهلك الجميع، وبالتأكيد كانت لحظات ما أرهبها وما أفظعها خصوصًا لأولئك الذين كان أمامهم باب الفلك مفتوحًا، وكان بإمكانهم الدخول، لكنهم استهزئوا أو أجّلوا أو تكاسلوا، وعندما أرادوا الدخول فإذا بالباب مغلق، والذي أغلق الباب هو الذي «يغلق ولا أحد يفتح» (رؤيا3: 7).

لكن يا لروعة الأمان والسلام للّذين هم في الفلك، أي في المسيح؛ فلا قوة الملائكة ولا البشر ولا قوات الجحيم تستطيع أن تفتح باب الفلك لتدخل إليه المياه. ويا لرعب وخوف وفزع أولئك الذين لم يدخلوا؛ فنصيبهم الأمواج ومياه الغضب والدينونة!

باب أم أبواب؟!

عندما كان أحد المبشرين يبشر من على المنبر وكان يشرح مثل العذارى المذكور في متى 25 وكان يردّد محذرًا «أغُلق الباب» كان اثنان من الموجودين بالقاعة يتهامسان، وقال أحدهما للآخر: “لا مشكلة، فعندما يغلق الباب ستُفتح أبواب أخرى” وهنا أرشد الرب المبشر فقال: “وعندما يغُلق باب النعمة، ستُفتح أبواب الجحيم”؛ فالسماء لها باب واحد وحيد هو المسيح، أما الجحيم فله أبواب كثيرة.

متى يُغلق الباب؟

سيُغلق الباب بمجيء المسيح واختطاف المؤمنين الحقيقيين، راقدين وأحياء، سيُغلَق الباب أمام كل مسيحي بالاسم، سيُغلق أمام كل من له صورة التقوى بدون قوّتها، إذ أنه من غير المستعدين للقاء الرب. وكل من لا يتوب توبة حقيقية ويؤمن إيمانًا حقيقيًا قبل أن تنتهي «سنة الرب المقبولة» أو يوم النعمة؛ سيفلت منه وقت التوبة والإيمان وهذا الوقت هو «الآن» وليس بعد الآن، لأننا لا نعرف لحظة مجيء الرب.

ماذا بعد إغلاق الباب؟

بعد إغلاق الباب سيقول الرب للجاهلات: «الحق أقول لَكُنَّ إني ما أعرفكنّ» (متى25: 12)؛ لأنه لم يكن هناك تعامل شخصي قط بين هؤلاء الأشخاص والرب. سيستغرب الكثيرون لأنهم يقفون خارجًا ولأن الباب مغلق في وجوههم، وسيكتشفون أنهم كانوا مجرد معترفين.

والآن دعنا نسأل:

ماذا سيكون حال الأرض دون مؤمنين بعد الاختطاف؟ وماذا سيكون حال الساكنين على الأرض وقد رُفع من الوسط «الـذي يحجز الآن»، الذي هـو الروح القدس، وقـد رُفـع «ما يحجز» (2تسالونيكي 2: 6،7) الذي هو الكنيسة.

الإجابة:

نستطيع أن نأخذها من فم السيد، الذي أوضح قائلاً إنه سيكون «ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم إلى الآن ولن يكون» (متى24: 21). لذا أحذر وتعال إليه الآن قبل فوات الأوان وقبل إغلاق الباب.