طالعتنا وسائل الإعلام مؤخرًا بتفاصيل تسابق عدد من الدول- من بينها مصر- على نوال فرصة تنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2010 بأفريقيا. وقد كان خروج مصر من المنافسة، وخسارتها أمرًا واردًا، إلا أن المفاجأة المذهلة حقًا كانت في حصول ملفها على “صفر” من بين 24 صوتًا هم جملة أصوات المكتب التنفيذي للـفيفا FIFA حيث قيادة اللعبة في كل العالم. اعتبر الكثيرون النتيجة إهانة كبيرة للبلد، وخسارة لأموال طائلة بالملايين، وأن الأمر يستدعي تحقيقًا واسعًا.. إلخ. على أن الأمر في كل الأحوال لا يزيد عن كونه خسارة لمنافسة رياضية نتيجة استعدادات ومجهودات سارت - منذ البداية - في طريق خاطئ، وبَنَت أحلامًا على رمال السراب!
وكقول أحد الخبراء، فإن الملف لم يستطع بخطابه الوصول إلى العالم، ولا إلى أعضاء الفيفا، بل كان كمَنْ يتحدّث إلى نفسه! لقد كان عرض الملف جميلاً في منظره، خاويًا في مضمونه.
لكني أدعوك- عزيزي الشاب - في التفكير في أمر أخطر جدًا بما لا يُقاس. فما رأيك في إنسان يعرف أن الحياة سباق؛ مباراة لها نتيجة في النهاية. فيستعد فعلاً للقاء إلهه، ولكن على طريقته الخاصة؟! إن الملايين من المتدينين في هذا العالم يعدّون ملفاتهم الشخصية للوقوف بها أمام الله في عرشه مستقبلاً، ظانين أن النتيجة ستكون في صالحهم بناءً على مجهوداتهم المخلِصة، وتدّينهم الصادق، وولائهم لما يعتقدون فيه حتى الموت في بعض الأحيان. لكن وا أسفاه! كم ستكون الحسرة والندم، الذهول والبكاء، عندما تأتي النتيجة من المسيح الديّان العادل: «لا أعرفكم قط»! لماذا؟ الإجابة: لأن هذه النفوس سعت في طرق كثيرة ظهرت لها مستقيمة، ولكن عاقبتها كانت طرق الموت (أمثال 14: 12؛ 16: 25)، وجهَلَت الطريق الوحيد للفوز بالحياة الأبدية، وهو المسيح الذي قال عن نفسه «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي» (يوحنا 14: 6).
نعم. تعال إلى المسيح الآن، كما أنت، بالتوبة وبالإيمان، فتنال منه الغفران، على حساب دمه تتبرر بالمجان، فتعرف نتيجة أبديتك من الآن، ولا تخشى وقفتك أمام الديّان.
لكن اِحذر.. اِحذر، لئلا تعيش في أوهام الأمان، وأنت تعد ملفك بطريقتك الخاصة، لتفاجأ في النهاية بصفر كبير. حينئذ لا ينفع الندم، ولا يمكن تعديل المسار، ولن توجد فرصة أخرى للمحاولة.. فقد فات الأوان!!