هو لون الأرض عند الأتراك، بينما هو لون الزينة والجمال عند أحفادهم »سلاطين المماليك»، أما عند الإغريق فيمثِّل لون النار، وهو لون الحق والحياة في ثقافات أخرى.
وهو لون الذهب، سيد المعادن. ونجد الذهب في أول أسفار الكتاب المقدس (تكوين2: 11)، في جنة عدن؛ ونجده أيضًا في آخر أسفار الكتاب (رؤيا21: 18)، حيث الذهب النقي والياقوت الأصفر في المدينة السماوية.
أما المسيح، الذي هو موضوع الكتاب كله، فنجد أن اللون الأصفر يميّز: 1) رأسه، 2) يداه، 3) ساقاه، 4) مَنْطَقَته، 5) كلمته، 6) عبادته، 7) بضائعه.
1) «رأسه ذهب إبريز» (نشيد5: 11)
المسيح عجيب في شخصه، فهو الله وإنسان أيضًا «الله لم يرَه أحد قَـَطّ، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبّر (أي أعلن)» (يوحنا1: 18). لقد أعلن لنا المسيح أفكار الله ومقاصده الرائعة من نحونا، وما أسعدنا إن تمسّكنا بالرأس، عندئذ تكون أفكارنا ذهب نقي بلا زغل (شوائب).
2) «يداه حلقتان من ذهب» (نشيد5: 14)
يا للجمال! ويا للتعزية عند التأمل في يدي المسيح؛ ففيهما نرى:
- السلطان: «الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء في يديه» (يوحنا3: 35).
- الأمان: «خرافي تسمع صوتي... وأنا أعطيها حياة أبدية... ولا يخطفها أحد من يدي» (يوحنا10: 27 ،28).
- الشفاء: «يداه تشفيان» (أيوب5: 18).
- البهجة والأفراح: «أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذ رأوا الرب» (يوحنا20: 20)، فمحبته لنا هي موضوع سرورن.
- البركة «ورفع يديه وباركهم» (لوقا24: 50). إن اليدين المثقوبتين هما أساس كل البركات.
3) «ساقاه عمودا رخام، مؤسَّسان على قاعدتين من إبريز» (نشيد5: 15)
فقدماه هي أجمل أقدام، إذ حملت لنا بشرى الخلاص والسلام (إشعياء52: 7). ونرى فيهما الثبات وعدم التزعزع في عالم واهٍ متزعزع. فالرب رأسه ذهب وقدماه ذهب؛ أما الإنسان فيبدأ بالذهب وينتهي بالخزف (دانيآل2: 41).
4) مَنطَقَته ذهب (رؤيا1: 13)
كان على حقوي المعمدان (سفير الملك) مَنطَقة من جلد، أما الملك فيليق به مَنطَقة من ذهب، ليست على حقويه (رمز الخدمة) بل على ثدييه (رمز للدينونة) «لأن الرب يدين شعبه و(لكن) على عبيده يشفق» (مزمور135: 14).
5) كـلمـــتـه «أشـهـــى مِـــن الذهب» (مزمور19: 10)
إن النفس التي تحب المسيح تحب كلمته وتقدِّرها أكثر من الذهب. قال المسيح «إن أحبني أحد يحفظ كلامي... الذي لا يحبني لا يحفظ كلامي» (يوحنا 14: 23 ،24).
6) عبادته ذهب
إن خيمة الاجتماع، ذلك البيت الذهبي الجميل، رمز للمسيح «الكلمة صار جسدًا وحَلّ بيننا (أي أقام خيمته بيننا)» (يوحنا1: 14). كان الرب قد أمر فرعون بالقول «أطلق شعبي ليعبدوني» فالعبادة فرح وعيد. وتتدرج الألوان في الخيمة، ففي الدار الخارجية نرى اللونين الأحمر والأبيض لونا النحاس والفضة. وفي القدس نرى الأبيض والأصفر، لونا الفضة والذهب. أما في قدس الأقداس فلا نرى غير اللون الأصفر، لون الذهب النقي. وهكذا كلما خطونا سنعرف المزيد.
7) بضائعه ذهب
إن الرب يقرع على باب قلب الفقير والأعمى والعريان قائلاً له: «أُشير عليك أن تشتري مني ذهبًا مصفى بالنار لكي تستغني و...» (رؤيا3: 18). والرب يعرض بضائعه بحبٍ ولطفٍ ولا يفرضها فرضًا، فإلهنا لا يقتحم القلوب، فرغم إنه هو صاحب السلطان لكنه يحترم إرادة الإنسان. فيا لرقته!
أما الذي يرفض المسيح وبره الإلهي، المرموز له بالذهب الأصفر، لا يبقى أمامه سوى "صفرة الخجل " (إشعياء29: 22). والذي لا يقبل التبر لن يبقى له غير التراب.