أين أذهب من روحك؟

والآن يأتي السؤال الأخير: ماذا علينا أن نفعل إذا انتابنا هذا الشعور بالرغبة في الهرب والاختفاء من حضرة الله؟

1- صحّح أفكارك عن الله

فوإن كان هو المتواجد في كل مكان وهو القدوس الذي يقف ضد الشرور والإثم وهو ديّان الأرض كلها، لكنه هو أيضًا الإله المحب المهتم بخليقته والذي يعمل لصالحها، وخاصة أولاده في هذا العالم. تأمل الامتيازات التي فيك والغير موجودة عند الكثيرين غيرك، وعندها ستقول مع داود «عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقينً... ما أكرم أفكارك يا الله عندي ما أكثر جملتها».

2- واجِه نفسك بصدق

 

اجلس مع نفسك وتكلم مع إلهك قائلاً له «اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري». دعه يكشف لك عن السبب الحقيقي لما ينتابك من مشاعر الخوف والرغبة في الهروب من حضرته: هل هناك خطية في حياتك لم تتب عنها؟ هل يلاحقك شعور مستمر بذنب معيَّن؟ هل تهاجمك مفاهيم خاطئة عن إلهك نتيجة لظروف صعبة تَمُرّ بها وتنسبها إلى الله وسلطانه المطلق فقط؟ واجه نفسك بصدق، ولا تخف فأنت تتعامل مع إلهًا محبًا صالحًا «عرفت الأفكار التي أنا مفتكر بها عنكم يقول الرب: أفكار سلام لا شر لأعطيكم آخرة ورجاء» (إرميا29: 11).

3- ارتمي في أحضان إلهك لإصلاح وضعك

لقد صرخ داود بحق في النهاية قائلاً «اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقًا أبديًا». هل حاولت إصلاح نفسك وفشلت؟ إرم نفسك كما أنت على مخلِّصك وفاديك الذي مات من أجلك، فهو وحده الذي إذا قبلته بالإيمان يستطيع أن يخرجك من بالوعة اليأس التي تعيش فيها إلى النور الحقيقي.

وإن كان لديك شعور مستمر بالذنب، ثق أن دم يسوع المسيح يطهرنا من كل خطية، وأنه إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم.

وإن كنت كاسرًا لوصية وأنت تعرف ذلك، انهض ولا تخف فهو الذي سيرفعك وينجيك لأنه قال بحق «لأنه تعلق بي أنجيه أرفّعه لأنه عرف اسمي».