* أنا شاب مؤمن طالب بالثانوية العامة أشعر بالخوف الشديد كلما اقترب موعد الامتحان. لم أنتهِ بعد من استذكار كل المواد - أشعر أني أنسى ما أقرأه ولا أعرف كيف أنظم وقتي، أحاول أن أطمئن نفسي بآيات من الكتاب ولا أنجح ... ماذا أعمل ؟؟
بلا شك أن الثانوية العامة بنظامها الحالي تشكل عبئًا نفسيًا كبيرًا على الطالب وأسرته، لكني أريدك أن تعلم أن هذا العبء ليس لكثرة موادها أو لصعوبة هذه المواد بل لعوامل أخرى كثيرة أهمها تفكيرك الدائم بالكلية التي سوف تلحق بها، وماذا يقول الناس عنك إذا لم تحصل على مجموع كبير، وهل ستتفوق على أقرانك أم سيتفوقون هم عليك، وغيرها من أفكار لا قيمة لها تستهلك وقتك وطاقتك وتملأك بالمخاوف. لذا أنصحك أن لا تفكر في هذه الأمور ووجه طاقتك وتفكيرك للتحصيل العلمي فقط مستودعًا المستقبل والكلية ونظرة الناس وكل شيء بين يدى أبيك السماوي الذي يختار لك أعظم شيء.
وأوّد أيضاً أن أؤكد لك أن الشعور بالخوف كلما اقترب موعد الامتحان هو شعور طبيعى جدًّا يعاني منه حتى أكثر الطلبة تفوقًا وهو ليس طبيعيًا فقط بل أنه لازم أيضًا ليدفعك للمزيد من الجد والاستذكار.
أما من جهة شعورك أنك تنسى ما تقرأه فيجب أن تعرف أن هناك فرقًا كبيرًا بين النسيان والشعور بالنسيان. فالمخ يسجل كل شيء قرأته أو سمعته أو وقعت عليه عيناك وقد تشعر أنك نسيته والحقيقة عكس ذلك. فعند وقت الحاجة المُلحّة سيسعفك مخك بالمعلومة التي تريدها. فقط تذكر أن مخ الإنسان يُشبه جهاز التسجيل فلابد أن تكون عملية التسجيل جيدة لكي يكون الاسترجاع جيدًا، لذا احرص أن تسجل معلوماتك في جو هادئ وبطريقة مرتبة لكي تستطيع الاسترجاع (أي التذكر) بطريقة جيدة. وإذا شعرت ليلة الامتحان أنك ناسِ كل شيء فلا تخف فهذا الشعور ناتج من خوفك من الامتحان وليس لأنك نسيت فعلًا فأنت لا تنسى لكنك تشعر بالنسيان.
والآن أقدم لك:
(1) لابد من عمل جدول توزع فيه المواد على الفترة الباقية على الامتحانات تعطي فيه كل مادة حقها وتهتم أكثر بالمواد التي أهملتها. وبعد أسبوع أو أسبوعين تعمل جدولًا آخر تمزج فيه المادة المُستحبة مع غير المحبوبة على أن تُقَيّم نفسك في نهاية كل فترة وتراعي أخطاءك في الفترة التالية.
(2) إن أفضل ساعات الاستذكار في اليوم هي من الرابعة حتى الثامنة صباحًا ومن الخامسة حتى العاشرة مساءًا - في هذه الساعات يكون المخ في أفضل استعداد للاستذكار .
(3) أعطِ جسمك حقه من النوم (8 ساعات يوميًا )، لا تستذكر وأنت جائع أو معدتك متخمة، ويفضّل أن تأخذ حمامًا قبل جلوسك على مكتبك وأن لا تجلس للاستذكار بملابس النوم.
(4) لا تُكثر من تناول الشاي والقهوة ويمكن استبدالهما بالنعناع والينسون.
(5) أسلوب الاستذكار : أن أفضل أسلوب اتفق عليه المتخصصون هو قراءة الجزء المُراد استذكاره كله مرة واحدة قراءة عادية كقراءة الجرائد ثم تعيد قراءته وتكتب في ورقة جانبية أهم النقاط الرئيسية وليكن هذا في الفترة المسائية. ثم في الصباح تعيد قراءة هذا الجزء بتدقيق وتأنٍ مع حفظ ما يحتاج للحفظ واحتفظ في النهاية بورقة أنيقة مكتوبة بخط جيد فيها أهم نقاط الموضوع ستعينك ليلة الامتحان .
(6) احذر من السرحان فهو وسيلة للهروب من جو الاستذكار لذا أجّل ما تريد أن تسرح فيه لوقت الراحة وتغلّب عليه بأن تقرأ بصوت مسموع.
(7) أعطِ نفسك راحة لا تزيد عن 15 دقيقة بين كل مادة وأخرى .
(8) حدد وقتًا معينًا في كل يوم للشركة مع الرب فيه تقرأ جزءًا من كلمة الله ثم تصلي راكعًا أمام أبيك السماوي لكي يعطيك المعونة والفَهم. وثق أن الرب يسوع يشعر بمخاوفك وهو لن يتركك أبدًا وثق أنه في الامتحان سيكون إلى جوارك (اقرأ عبرانيين 13: 6، 8).
(9) أن فترة الامتحانات رغم ثقلها إلا أنها مُفيدة روحيًا لأنك تتعلم فيها قمع رغباتك والتخلي عنها وهذا تدريب نافع. لذا اجتهد أن تنجح في هذا التدريب .
(10) أخيرًا أقول لك أن أباك السماوي أعد لك مستقبلًا رائعًا لأنه يحبك وسيعطيك بالنعمة أكثر مما تفتكر فلا تخف بل افرح لأنك في المسيح تضمن الحاضر والمستقبل والأبدية. وصلاتي لأجلك بنجاح باهر روحيًا أولًا ثم زمنيًا. والرب معك.